في أعماق الصحراء الأردنية، حيث تنبض روح العشائر بالولاء والانتماء، تُروى قصة سلامة الحجايا، الرجل الذي قضى أكثر من نصف قرن في خدمة وطنه وقيادته. هي حكاية تلهم الصغير قبل الكبير، وتبقى محفورة في ذاكرة الأردنيين كشاهد على الإخلاص والتفاني.
البداية مع الملك عبدالله الثاني
اختار جلالة الملك عبدالله الثاني عندما كان أميراً عام 1986 سلامة الحجايا ليكون مدرباً أثناء خدمته في الجيش العربي. على مدى ثلاث سنوات.
كان الحجايا مثالاً للأمانة والصدق، ما جعل اسمه يتردد في مجالس الشيوخ ومسامع الأردنيين، كأحد الرموز الوطنية التي تجسد معاني الإخلاص والولاء للوطن وقيادته.
اللحظة الفارقة
إحالة الحجايا على التقاعد في عام 1988 وفي أواخر عام 1999، وأثناء جولة لجلالة الملك عبدالله الثاني، اختار سيد البلاد أن يهبط في مصنع الإسمنت في الرشادية بشكل مفاجئ.
وبينما كان العمال يصطفون للسلام على جلالته، تعرف الملك عبدالله الثاني على سلامة الحجايا وسط الجموع، واستدعاه على الفور.
تلك اللحظة كانت نقطة تحول أعادت الحجايا إلى خدمة الوطن والملك مرة أخرى.
عودة إلى الخدمة
بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، التحق سلامة الحجايا بالديوان الملكي، حيث عمل مسؤولاً لدائرة الباس العسكري حتى عام 2018.
خلال هذه السنوات، ترك بصمة لا تُنسى في كل زاوية خدم فيها، وظل رمزاً للولاء والانتماء، ليس فقط لقبيلته الحجايا، بل لكل أبناء الأردن.
إرث خالد
لم تكن خدمة الحجايا مقتصرة على العمل الرسمي، بل امتدت إلى جميع المحافل الوطنية والاجتماعية.
شارك في الأفراح والأحزان، وأثبت حضوره في الإذاعات والبرامج الوطنية، مثل برنامج "يسعد صباحك"، حيث تحدث معالي حسين هزاع المجالي عن إخلاصه وتفانيه.
اليوم، بعد أكثر من 54 عاماً من العطاء المستمر، لا يزال سلامة الحجايا قدوة تروى قصته في المجالس، كمثال حي على معنى أن يكون الإنسان جندياً للوطن وقائده في كل موقع وظرف.
سلامة الحجايا ليس مجرد اسم، بل قصة وطنية خالدة تُجسد قيم الولاء والانتماء للأردن وقيادته، وتلهم أجيالاً قادمة للسير على درب الإخلاص والتفاني.