لا يصح إلا الصحيح. كنا نتمنى من النظام السوري الاستجابة السريعة، منذ زمن طويل، لحسم الضرورات قبل وقوع المحذورات، بدلاً من الركون إلى هدوء كاذب مغلف بانتظار الفرص السانحة للتحرك. وهذا ليس تباكياً على نظامٍ ارتكب أكبر المجازر، بما فيها مجازر الكيماوي في دمشق وخان شيخون، وإنما تحذيراً من المخططات الصهيوأمريكية التي تستهدف منطقتنا ضمن مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الهادف إلى تقسيم الدول وتغيير قياداتها بما يخدم الأهداف الاستعمارية، وتأمين مستقبل الكيان الإسرائيلي وسيطرته على المنطقة العربية، لا سيما الدول المحاذية له.
لقد كشفت الوقائع حقائق تحجيم المقاومة اللبنانية والتعاون العربي الخاطئ في إضعاف المقاومة الفلسطينية، التي تمثل خط الدفاع الأول ضد هذه المخططات. والتاريخ شاهد على أن أمريكا والكيان الإسرائيلي لا عهد لهما ولا وعد. وما حدث في فيتنام وإيران في زمن الشاه خير دليل على ذلك.
وبعيداً عن التهويل، أرى أن الأردن هو المستهدف الأول، بدءاً بقيادته، لأنها القيادة الوحيدة التي ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً. والغاية من ذلك تحقيق حلم تهويد "يهودا والسامرة" واستكمال خطوات التطبيع مع بقية الدول العربية، التي بدأ بعضها هذا المسار "من تحت الطاولة".
الكيس الفطن من اتعظ بغيره، وتحذيراً من محب وغيور، أؤكد أن الوضع جد خطير. ومن لا يرى الحقيقة كأنه أعمى. وعليه، فإن الاستعداد يتطلب:
1. تبييض السجون من معتقلي الرأي، وعدم المبالغة في تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية.
2. تفعيل التجنيد الإجباري، وتدريب المقاومة الشعبية وتسليحها.
3. فتح المنابر الإعلامية، ودعم أصحاب الكفاءة ومحبي الوطن.
4. التوجه نحو تصنيع السلاح، خصوصاً الصواريخ والدفاع الجوي.
5. تعزيز الوحدة الوطنية، وإيقاف الأصوات الداعية إلى شق الصفوف.
6. الالتفاف حول القيادة الهاشمية، ودعم الجيش العربي والأجهزة الأمنية، لمنع أي اختراق يثير الفوضى التي قد يتسلل منها العدو.
كما قال شاعر بني أمية:
"أرى خلل الرماد وميض نارٍ
ويوشك أن يكون لها ضرامُ
وإن النارَ بالعودين تُذكى
وإن الحرب أولها كلامُ."
وما تصريحات بن غفير وترامب إلا جزء من هذا الكلام الذي ينذر بالخطر.