في اليوم الثاني عشر من شهر ديسمبر عام 2003 ودع الشعب الأذربيجاني بالحزن والآسى - الرئيس حيدر علييف- رحمه الله ، الذي يرتبط اسمه
بتاريخ جمهورية أذربيجان الحديثة ويعود اليه الفضل في قيادة الشعب الأذربيجاني في جميع مراحل تاريخه المعاصر ونضاله لنيل الاستقلال وبناء دولته الحديثة.
لقد عرف الرئيس حيدر علييف في جميع مراحل حياته بطلا قوميا وقائدا جماهيريا صادقا مع شعبه مخلصا لقضايا وطنه وأمته وذو شخصية فذة فريدة ، ويتمتع بشعبية عارمه بين جميع ابناء الشعب الأذربيجاني فهو لا يزال يعيش في وجدان وضمير كل مواطن أذربيجاني ، وكرس جل حياته لخدمة بلده ودخلت أذربيجان في عهده مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر وأصبحت الدولة الفاعلة في المجتمع الدولي في منطقة القوقاز والمطلة على بحر قزوين ،
ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في 10 مايو سنة 1923 في مدينة نخجيوان العريقة ، وتخرج من كلية التاريخ بجامعة أذربيجان الحكومية كما حصل على شهادة التخصص في مجال جهاز أمن الدولة الأذربيجانية ، في ديسمبر عام 1982 انتخب عضوا للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ونائب أول لرئيس مجلس الوزراء في الاتحاد السوفياتي السابق ، في 15يونيو 1993 انتخب رئيسا للبرلمان ومارس صلاحيات رئيس الجمهورية ، وفي أكتوبر من نفس العام تم انتخابه رئيسا للجمهورية من خلال الاستفتاء الشعبي العام ، وفي 11 اكتوبر عام 1998 ، تم اعادة انتخابة لفترة رئاسية جديدة ،
لقد استطاع حيدر علييف من تحقيق الكثير من المنجزات الهامة لبلاده على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ومن ابرزها وضع أذربيجان للفترة الأولى على خريطة العالم الاقتصادية. وبناء المجمعات الصناعية العملاقة التي لا يوجد لها مثيل في دولة الاتحاد السوفياتي السابق . وإفتتاح العديد من المراكز الثقافية والاجتماعية بالإضافة إلى انشاء العديد من المدن والقرى ، كما حظيت فئة الشباب بجل اهتمام حيدر علييف من خلال تأمين الدراسة لهم في المعاهد والجامعات المتقدمة في الاتحاد السوفياتي السابقمما أوجد علماء واساتذة نابغين ساهمو في نهضة بلادهم.
لقد كان له الدور البارز في تشكيل الوعي والحس الوطني القومي للشعب الأذربيجاني وحفظ وصيانة وحدة وسيادة أذربيجان ، خاصة خلال فترة حدوث كارثة العشرين من يناير 1990 والتي تمثلت بدخول الجيش السوفياتي إلى باكو وسقوط الاف القتلى وما تلاها من عدوان جمهورية أرمينيا واحتلال اقليم ناغورني قاراباغ و20% من مجمل مساحة أراضي أذربيجان ، وحدوث مآساة اللاجئين والمشردين من ديارهم والتسبب في خلق الأزمات السياسية والاقتصادية ، إلا أن الشعب الأذربيجاني قد حافظ على هويته والتف متضامنا حول قيادة الرئيس حيدر علييف الذي قام بتعريف هوية وتاريخ الشعب الأذربيجاني الضارب في أعماق التاريخ ، وإبعاد شبح الحرب الأهلية عن شعبه ، وتوحيد البلاد.
بذل الرئيس حيدر علييف جهودا جبارة للفت أنظار المجتمع الدولي إلى قضية اقليم ناغورنـــي قارباغ العادلة ، وسعىى دائما لحل النزاع بالطرق السلمية المبنية على اعتماد اسلوب الحوار من خلال المحافل الدولية المختلفة ، وعلى صعيد أخر فقد سعى دائما لتوطيد العلاقات الأخوية مع الدول الاسلامية الشقيقة.
لم ينسى الشعب الأذربيجاني - القائد الجماهيري للشعب الأذربيجاني - حيدر علييف - وتعبيرا عن الولاء والانتماء لهذا القائد وبمشاركة ممثلين عن مختلف أطياف وشرائح المجتمع الأذربيجاني، فإنه في كل عام يقوم الشعب الأذربيجاني باحياء ذكرى وفاة القائد والزعيم القومي لجمهورية أذربيجان.
واستمرارا لسياسة حيدر علييف وتماشيا مع رغبات الشعب الأذربيجاني فقد تم انتخاب فخامة الرئيس الهام علييف خلفا لوالده ، امتدادا لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها الرئيس الراحل ويبدو ذلك جليا في السياسة الخارجية والداخلية الحكيمة للرئيس الهام علييف وتمسكه بالمبادئ التي تعبر عن أمال شعبه وتطلعاته ، فقد جاء بالنصر لبلاده في حرب التحرير واستطاع من استعادة الاراضي المحتلة في منطقة كارباخ ، كما أن الجهود الجبارة ماضية اليوم ومستمرة لاعادة تأهيل المناطق المحررة وضمان عوده آمنه لمواطنيها الى ديارهم الأصلية.
وفي هذا المقام ، يشرفنا أن نتوجة للحكومة الأردنية ولأمانة عمان الكبرى بعميق الشكر والتقدير على تفضلهم بتسمية شارع في مدينة عمان في منطقة بدر الجديدة باسم الرئيس حيدر علييف مما يعكس عمق العلاقات الأخوية والصداقة القائمة بين البلدين التي نعتز ونفتخر بها ونسعى لتطويرها.