عبيدات
يكتب.. دور الإعلام في تعزيز ثقافة العمل التطوعي
نيروز
– بقلم الكاتب والإعلامي محمد محسن عبيدات
يعد العمل التطوعي من أسمى درجات الإنسانية
والتحضر والرقي. فالدين الإسلامي حثنا على التطوع ومساعدة الآخرين، وقد وصانا رسول
الله صلى الله عليه وسلم على العمل التطوعي وقضاء حاجات الناس ومساعدة الآخرين حيث
قال "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، والقيادة الهاشمية الفذة والحكيمة
تؤكد باستمرار من خلال الرسائل الملكية والأوراق النقاشية، تعزيز ونشر ثقافة العمل
التطوعي وكان آخرها إطلاق جائزة سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي
والتي جاءت بهدف تحفيز جهود الأفراد والمؤسسات لخدمة المجتمعات وتحقيق الرفاه وتعميق
حسن الانتماء الوطني.
إن العمل التطوعي له أثر كبير على الفرد
والمجتمع، وأثره على الفرد يتمثل في أن ينال الفرد الأجر والثواب في الدنيا والآخرة
، وبناء علاقات جديدة من الأصدقاء من مختلف فئات المجتمع، والتخلص من الاكتئاب والمشاعر
السلبية، وزيادة المخزون المعرفي في مختلف المواضيع، والتسويق الذاتي وتحقيق الذات
وتعزيز الثقة بالنفس، واكتساب مهارات جديدة في الحياة، وفيما يتعلق بالمجتمع ككل ويتمثل
ذلك في بناء مجتمع متماسك وآمن وقوي، والحفاظ على ديمومة الخدمات المقدمة للعامة، والحفاظ
على النظافة العامة في الشوارع والحدائق والمنتزهات والغابات والمواقع الطبيعية المختلفة،
وتوجيه الشباب نحو الإنتاجية، ودعم جهود الدولة في خدمة المجتمعات وتخفيف الأعباء عن
خزينة الدولة ، وتعزيز المواطنة الصالحة والقيم الإيجابية والتكافل الاجتماعي والبناء
والتنمية الشاملة.
إن للعمل التطوعي مبادئ عامة، وهي بمثابة
مدونة سلوك، ويتمثل ذلك في العطاء دون مقابل، وأن يكون الدعم المالي والمعنوي ذاتيًا
ودون مقابل، وتحقيق العدالة عند وضع الخطط والبرامج وتنفيذ الأعمال والمبادرات التطوعية،
وأن تكون واضحة ومحددة من بداية التنفيذ وحتى الانتهاء من العمل، والاستعانة بأصحاب
الاختصاص والخبرة والكفاءة العلمية عند التنفيذ، ومراعاة جودة المواد والسلع المختلفة،
واستدامة الأعمال التطوعية والحفاظ عليها من خلال المتابعة والصيانة المستمرة.
أن الجهات التي من خلالها يكون التحفيز
والتشجيع على العمل التطوعي، تتمثل في وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الالكترونية ومواقع
التواصل الاجتماعي، والمساجد وبيوت العبادة وخاصة في صلاة الجمعة، والمدارس والجامعات، والمضافات والدواوين، والمؤسسات
الرسمية والتطوعية والخدماتية والشبابية والرياضية، ويتمثل ذلك بعقد اللقاءات والندوات
والمحاضرات والمؤتمرات، بهدف ترسيخ قيم العمل التطوعي وثقافته وحث المجتمع ككل على
الأعمال التطوعية، وعرض قصص النجاح ، وتكريم أصحاب العمل والإنجاز ، ليكون مثالا يحتذى
وتشجيع الغير على سلوك ذات الطريق.
إن مجالات العمل التطوعي كثيرة ومتعددة
منها الاجتماعية والإنسانية والثقافية والرياضية والاقتصادية، والبيئية، والسياحية،
وغيرها. ومن أهم المجالات، المجال الاجتماعي ومن الأمثلة عليه تشكيل لجان لإصلاح ذات
البين والوفاق والاتفاق المجتمعي، وجمع التبرعات سواء مالية أو عينية لصالح "المقبلين
على الزواج وطلبة الجامعات والجمعيات الخيرية، ودور الأيتام، وكبار السن، وغيرها. أمّا
رعاية كبار السن والأيتام والاهتمام بالجانب الصحي فيتمثل، في نشر التوعية الصحية والنفسية
وخاصة فيما يخصّ الأمراض السارية والموسمية من خلال عمل منشورات ويافطات ومواقع التواصل
الاجتماعي، وتنظيم حملة للتبرع بالدم، وزيارة المرضى وتقديم الهدايا لهم. والجانب الاقتصادي
يتمثل في توجيه الشباب والمجتمع على العموم نحو الانتاجية، وإقامة المعارض والبازارات،
وإقامة المشاريع الصغيرة، وتسويق الإعلانات الوظيفية.