حثّ نقيب أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع، الدكتور ضيف الله أبو عاقولة، الحكومة الأردنية على الإسراع بفتح معبر جابر الحدودي والمنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة، وتكثيف الجهود التنسيقية مع الجانب السوري. وأكد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الإجراء بات ضرورة ملحة للحفاظ على خطوط الترانزيت الحيوية وضمان تدفق البضائع بين الأردن وسوريا ولبنان دون انقطاع.
وأوضح أبو عاقولة، أن إغلاق المعابر تسبب بخسائر ضخمة تجاوزت عشرات الملايين، أصابت التجار والصناعيين، فضلاً عن تعطيل أساطيل الشحن الأردنية والعربية، وتجميد حركة بضائع الترانزيت. وأشار إلى أن هذه التداعيات تؤثر بشكل مباشر على قطاعات اقتصادية حيوية، مما يفرض على الحكومة معالجة الأمر بأسرع وقت ممكن. أزمات متراكمة وخسائر ملموسة وسلّط الضوء على الواقع المأزوم في مراكز الشحن والجمارك، حيث أكد وجود مئات الحاويات المتوقفة في ميناء العقبة، وشاحنات عالقة في مطار الشحن بمطار الملكة علياء الدولي، وأخرى متكدسة في مراكز جمركية مثل العمري. وأوضح أن ما يزيد على 90 شاحنة تنتظر منذ أسابيع، منها 50 شاحنة أردنية و40 شاحنة محملة من دول الخليج العربي.
وأشار أبو عاقولة إلى أن هناك أكثر من 300 حمولة شاحنة تم تفريغها في مستودعات داخلية، و124 شاحنة سورية جاهزة بشحنات موجهة لسوريا ولبنان أنجزت بياناتها الجمركية في المنطقة الحرة السورية الأردنية. كما كشف عن مئات الشاحنات المتوقفة في مركز جمرك نصيب السوري، تنتظر دورها لدخول جمرك جابر عبر نظام النقل (Back-to-Back) لتفريغ حمولاتها، إلا أن استمرار الإغلاق يحول دون ذلك. وأضاف أن قرار وزير الداخلية، مازن الفراية، بالسماح للشاحنات السورية الفارغة بدخول جمرك جابر لتحميل البضائع، أسهم في حلحلة الوضع جزئياً، حيث تم نقل 358 شاحنة كانت متوقفة نتيجة الأحداث التي شهدتها سوريا. ومع ذلك، شدد على أن هذه الجهود تبقى غير كافية في ظل الحاجة الملحّة لإعادة فتح المعبر بشكل كامل.
أبعاد اقتصادية واجتماعية لفتح المعابر وأشار أبو عاقولة إلى الأثر الاقتصادي العميق لإعادة تشغيل المعبر، إذ يسهم ذلك في تخفيف تكاليف النقل التي تثقل كاهل التجار، وتقليل رسوم التخزين المرتفعة، وتحريك نشاط أساطيل الشحن الأردنية المتوقفة. وأكد أن فتح المعابر يعزز عمل القطاعات المساندة مثل التخليص الجمركي والمناولة، ويوفر فرص عمل إضافية، كما يدعم الصادرات الأردنية المتكدسة في المصانع. وأضاف أن تشغيل المعابر يعيد تدفق البضائع بين دول الخليج العربي وسوريا ولبنان عبر الأراضي الأردنية، مما يعزز مكانة المملكة كمحور إقليمي لحركة الترانزيت، ويدعم الاقتصاد الوطني في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.
إشادة بالكفاءة الأمنية والجمركية وثمّن أبو عاقولة الجهود الاستثنائية التي تبذلها الأجهزة الأمنية الأردنية ودائرة الجمارك العامة، وعلى رأسها عميد الجمارك أحمد العكاليك، ومدير جمرك جابر عميد الجمارك سالم الشلول، ومساعديه، وكافة الكوادر العاملة على الحدود. وأشاد بحرفيتهم وكفاءتهم العالية في ضمان انسيابية حركة الشاحنات والبضائع رغم التحديات، مع الحفاظ على أمن المملكة وسلامتها كأولوية قصوى.