من قلب قرية المشقر في لواء ناعور، انطلقت مسيرة اللواء المتقاعد الدكتور عايد العجرمي، الذي ارتقى من ضابط شاب في جهاز الأمن العام إلى واحد من أبرز القيادات الأمنية في الأردن. مسيرة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود ونصف، لم تكن مجرد سنوات خدمة، بل كانت أعوامًا من الإخلاص والتفاني والعطاء المستمر للوطن.
محطات بارزة في مسيرة العجرمي
بعد إكمال دراسته الثانوية في قريته، التحق اللواء العجرمي بجامعة مؤتة، ليبدأ مشوارًا استثنائيًا في جهاز الأمن العام. ومع تدرجه في الرتب، برزت قيادته الحكيمة وعزيمته الصلبة التي قادته لتولي مناصب رفيعة، كان أبرزها مساعد مدير الأمن العام للعمليات والتدريب، ثم نائب مدير الأمن العام في عام 2014.
خلال هذه الفترة الحرجة التي شهدت تحديات كبرى مثل الربيع العربي، أثبت العجرمي كفاءته القيادية وقدرته على إدارة الأزمات بحنكة عسكرية وشجاعة استثنائية. صرّح في إحدى المناسبات: "لا توجد منطقة عصية على جهاز الأمن العام"، وهو ما يعكس إيمانه بقدرة الجهاز على التصدي لأصعب الظروف.
خدمة الوطن بروح التفاني
اللواء العجرمي لم يكن مجرد قائد تقليدي، بل كان رمزًا للانضباط العسكري والإنسانية في آن واحد. تميز بحب واحترام زملائه من أفراد وضباط، إذ أدار مواقع خدم فيها بروح الفريق الواحد، جامعًا بين الحزم والمرونة.
وعلى الرغم من تقاعده في يناير 2015، إلا أن اسمه ظل حاضرًا في ذاكرة المؤسسة الأمنية والمجتمع الأردني. فمسيرته المهنية التي امتدت لـ35 عامًا لم تقتصر على الخدمة، بل شكلت نموذجًا يُحتذى به في القيادة الأمنية الرشيدة.
ما بعد التقاعد: رحلة علمية جديدة
لم يكن تقاعد اللواء العجرمي نهاية لعطائه. بل كان بداية لمرحلة جديدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز، مواصلًا بذلك التزامه بتطوير نفسه وخدمة وطنه من زوايا مختلفة.
إرث لا يُنسى
اسم اللواء الدكتور عايد العجرمي سيبقى محفورًا في سجل الأمن العام الأردني كأحد القادة الذين تركوا بصمة لا تُمحى. إرثه لم يكن فقط في الإنجازات التي حققها، بل في القيم التي غرسها، وروح الإخلاص التي أظهرها في خدمة الأردن وأبنائه.
ختامًا، تبقى قصة اللواء العجرمي شهادة حية على أن العطاء للوطن لا يتوقف عند حدود المناصب، بل هو امتداد لروح الوطنية التي لا تعرف حدودًا أو زمنًا.