تعاني محافظة الزرقاء من تحديات بيئية خطيرة، تتصدرها مشكلة سيل الزرقاء الذي تحول من مورد بيئي هام إلى مصدر تلوث يهدد صحة السكان والمياه الجوفية. بؤر التلوث الناتجة عن مياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية أضحت واقعا يوميا يؤرق الأهالي، في ظل تجاهل الجهات المختصة لاتخاذ حلول جذرية.
مخاطر بيئية وصحية
يشير السكان إلى أن السيل، الذي كان يوما معلما بيئيا وتاريخيا، أصبح اليوم مكرهة صحية، حيث تتسرب إليه مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع، مما يتسبب في انبعاث روائح كريهة وانتشار أمراض تنفسية. كما أدى تكرار فيضانات السيل إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بمنازل وممتلكات المواطنين، بالإضافة إلى حالات وفاة.
مطالب السكان ومعاناة مستمرة
طالب سكان الزرقاء الجهات المعنية بتطبيق حلول طويلة الأمد مثل "سقف السيل"، وهو الإجراء الذي تم تنفيذه في العاصمة عمان. يقول أحمد محمود: "تنظيف مجرى السيل ليس سوى حل مؤقت. نحن بحاجة إلى خطة متكاملة تنهي هذه المشكلة البيئية نهائيا".
ردود الجهات الرسمية
من جهتها، أشارت بلدية الزرقاء إلى محدودية إمكانياتها المالية، مؤكدة أنها تعمل ضمن قدراتها المتاحة على تنظيف المجرى. وأوضح مصدر مسؤول أن تكلفة الحلول الجذرية، مثل سقف السيل، تتطلب دعما ماليا كبيرا يصل إلى 250 ألف دينار، بينما تم توفير 80 ألف دينار فقط من مجلس المحافظة.
استغلال السيل كمورد تنموي
رغم الأضرار البيئية والصحية، يرى خبراء أن سيل الزرقاء يمكن أن يتحول من مصدر قلق إلى فرصة تنموية إذا ما أُحسن استغلاله بشكل مستدام. ويؤكد المختصون أن تعاون الجهات الرسمية والخاصة مع المجتمع المحلي ضروري لتحقيق هذا الهدف.
سيل الزرقاء، الذي يحمل تاريخا بيئيا عريقا، بات اليوم عنوانا لمعاناة أهالي الزرقاء. بين مطالب السكان وجهود الجهات المعنية، يبقى الأمل معقودا على خطوات جادة تحول التحدي إلى فرصة.