دعا المؤتمر العربي الـ16 للإستخدامات السلمية للطاقة الذرية، الذي نظمته الهيئة العربية للطاقة الذرية، بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية، إلى تعزيز التعاون العربي في مجالات العلوم النووية، عبر إنشاء شراكات فاعلة وشبكات معرفية بين المؤسسات البحثية والتقنية والتعليمية، وتبني استراتيجية للنهوض بالبحث العلمي وربطه بالتنمية.
وأوصى المؤتمر، في ختام أعماله اليوم الأربعاء، في منطقة البحر الميت، بتوسيع نطاق تطبيقات الطاقة النووية في مجالات متعددة مثل الطب والزراعة والصناعة والموارد المائية والأمن الغذائي، بهدف تحسين حياة المواطن العربي وتعزيز التنمية المستدامة، ودعوة الهيئة العربية للطاقة الذرية إلى تبني مشاريع بحثية مشتركة والعمل على التآزر بين البلدان العربية لتعظيم الإستفادة من الخبرات العربية المتراكمة في شتى المجالات.
وشدد المؤتمر على ضرورة استحداث منصة عربية للإستخدام الأمثل لمفاعلات الأبحاث العربية، وذلك من أجل تبادل المعرفة والخبرات والإمكانات لتغطية إحتياجات الدول العربية في شتى المجالات البحثية، إضافة إلى تطوير إستراتيجية عربية موحدة وإعداد خطط وطنية شاملة لإدارة النفايات المشعة، بما يشمل جمعها ومعالجتها والتخزين النهائي والتخلص الآمن منها.
وطالب بضرورة تعزيز التعاون والإستثمار في مجال البحث والتطوير في طاقة الإندماج النووي، من خلال بناء شراكات عربية ودولية للإستفادة من الزخم العالمي في هذا المجال، والتركيز على إستغلال طاقة الإندماج كحل واعد لمستقبل الطاقة المستدامة.
كما طالب بضرورة رفع الكفاءة الفنية للمختبرات والمعامل، والحصول على الشهادات العالمية في مجال إعتماد معايير الجودة (مثل ISO)، ما يساهم في تحسين مستويات الأبحاث العلمية وموثوقية النتائج المتحصلة عليها.
وأكد المؤتمر ضرورة التعاون العربي في مجال الإستعداد والإستجابة للطوارئ النووية والإشعاعية حفاظاً على البيئة والجمهور والعاملين من إحتمال وقوع أي حادث نووي أو إشعاعي طارئ، وأن نجاح هذه التوصيات مرتبط بتوحيد الجهود العربية وتنسيق السياسات على مختلف الأصعدة، بما يعزز من قدرة المنطقة العربية على تحقيق أمن الطاقة والتنمية المستدامة في ظل التحديات العالمية.
يشار إلى أن المؤتمر الذي شارك فيه علماء وباحثون من 9 دول عربية، ناقش على مدى 5 أيام 111 ورقة علمية، إضافة إلى 12 محاضرة عامة قدمها علماء عرب متميزون في المجال النووي، غطت جميع فروع العلوم النووية الأساسية والتطبيقية.
وسيقوم المشاركون غداً الخميس، بزيارة المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والمركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط (سيسامي) في منطقة علان.