مازن حمادة، ناشط سوري من مدينة دير الزور، جسّد برحلة حياته ومعاناته حقيقة القمع والانتهاكات التي يعيشها المعتقلون في السجون السورية. شاب يحمل شهادة من معهد صناعة النفط، كان يؤمن بالحرية والديمقراطية، وقرر مواجهة الظلم بسلاحه الوحيد: توثيق الحقيقة.
شارك مازن في المظاهرات السلمية التي انطلقت عام 2011، مطالبًا بإصلاحات سياسية وحقوقية. وفي 24 أبريل من نفس العام، بدأت معاناته حين اعتقلته أجهزة المخابرات السورية، ليقضي أسبوعًا خلف القضبان قبل إطلاق سراحه. لكنه لم يتوقف، بل استمر في توثيق الأحداث بكاميرته البسيطة.
اعتُقل مجددًا في ديسمبر 2011، وقضى أسبوعين آخرين في السجن، قبل أن يُجبر على مغادرة دير الزور نحو دمشق. وعلى الرغم من ذلك، بقي صوته عاليًا، ينقل للعالم معاناة المعتقلين وظروفهم القاسية، خاصة في سجن صيدنايا سيئ السمعة.
في فبراير 2020، عاد مازن إلى سوريا، ليواجه مصيره المؤلم. اعتقلته المخابرات مجددًا ليختفي قسريًا حتى 9 ديسمبر 2024، حين عُثر على جثته في سجن صيدنايا، شاهدة على جرائم لا تزال تقترف بحق الأبرياء.
مازن حمادة لم يكن مجرد ناشط؛ بل كان رمزًا للأمل والمثابرة، صوتًا حاول كسر حاجز الصمت وكشف الحقيقة. قصة مازن ليست إلا واحدة من آلاف القصص التي تعكس واقعًا مظلمًا يعيشه المعتقلون في السجون السورية. ورغم إسكات صوته، سيبقى إرثه شاهدًا على تضحيات من نادوا بالحرية ورفضوا الخضوع للظلم.