إلى إخوتنا المسيحيين شركاء الوطن والإنسانية، بمناسبة ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، نتوجه إليكم بأصدق التهاني وأجمل الأمنيات، ميلاد المسيح ليس مجرد ذكرى عابرة، بل هو رمز خالد للمحبة التي تجمع القلوب، والسلام الذي يضمد جراح العالم، والرحمة التي تسمو فوق كل الخلافات، إننا في هذا اليوم المبارك، نستذكر معًا القيم الإنسانية العظيمة التي جاء بها المسيح، تلك القيم التي تشكل نورًا يهتدي به العالم في دروب الحياة
أنتم، إخوتنا في الإنسانية، لستم فقط شركاءنا في هذا الوطن، بل أنتم جزء من نسيج أرواحنا، نعيش معًا بروح الأسرة الواحدة، نتشارك الفرح في الأعياد، ونتقاسم الأحلام في بناء مستقبل أفضل، وجودكم بيننا يزيد وطننا جمالًا ودفئًا، ويجسد أعظم صور التآخي الإنساني، فالمسيحية دين المحبة، وأنتم سفراؤها، تنشرون النور بأفعالكم وكلماتكم، وتزرعون الخير في كل مكان
ميلاد المسيح عليه السلام هو دعوة متجددة للعالم أجمع لنشر الحب والسلام، لنؤمن أن الإنسانية هي ما يجمعنا قبل كل شيء، وأن المحبة هي القوة التي توحدنا رغم كل الاختلافات، هذه المناسبة ليست مجرد احتفال، بل هي تذكير عظيم بأن رسالتنا جميعًا على هذه الأرض هي أن نكون رُسل محبة وسلام لبعضنا البعض
إلى إخوتنا المسيحيين، أنتم جسرٌ من نور يربط بين الماضي والمستقبل، أنتم اليد الحانية التي تحتضن، والقلب الكبير الذي يسامح، إن وجودكم في حياتنا هو نعمة نعتز بها، وفي هذا اليوم المجيد، نسأل الله أن يعم السلام قلوبنا جميعًا، وأن يبقى وطننا الأردن نموذجًا حيًا للوحدة الإنسانية، كل عام وأنتم بخير، وكل عام والمسيح عليه السلام نورٌ يضيء دروب الإنسانية إلى الأبد.. والحديث بقية..