استذكر الشيخ حواس الصديد عبر كتابا اصدره حدثا يخصه حدث مع الشيخ المرحوم نايف حديثة الخريشا في الموقر والتالي نصه :
حانت الفرصة لوصفي التل عندما علم بخلافات حدثت لي مع السعودية بسبب وقوفي سابقاً مع الأمير سعود الرشيد، لهذا سعى إلى أن يقوم الأردن بتسلمي إلى السعودية ، مستغلا نفوذه الواسع في الأردن كونه رئيسا للوزراء، وفي أحد الأيام وعندما كنت مدعواً على العشاء في بيت أخي وصديقي الشيخ الشجاع الشهم نايف الخريشا شيخ بني صخر في ذلك المنزل الذي يقع في مدينة الموقر شرق العاصمة الأردنية عمان، والذي يعتبر منزلاً لكل ضيوف المملكة القادمين من السعودية والعراق وبعد الاستقبال والترحيب جلسنا كعادتنا في بيت الشعر المسوع مقابل قصر الشيخ نايف، تقهوينا، وكان حاضراً ابنه الشيخ الشايش بن نايف الخريشا، وتبادلنا أطراف الحديث الذي دائماً ما يكون مشوقاً جدا بحضور عدد من أعيان ووجهاء بني صخر في هذه الأثناء قدم أحد رجال الشيخ نايف وهمس بأذنه ونهض متوجهاً إلى قصره، وعاد بعد فترة قليلة وعلى وجهه علامات الغضب والزعل الشديد، ووقف على مسافة من بيت الشعر ونادى ولده الشايش وتكلم معه، ومن ثم أقبل إلينا وجلس محله. وقد ذهب بحال وعاد إلينا بحال آخر.
فقلت له: يا أبو الشايش، ذهبت باسماً وورجعت غاضباً، فقال لي: كيف لي أن أغضب وضيفي حواس، وأنت تعلم معزرتك يا أبو خميس ؟ وبعد دقائق قليلة بدأ يتوافد علينا رجال من بني صخر متوشحين بأسلحتهم منتشرين في باحة القصر. وبعد العشاء وبعد الحاج مني عليه، حيث بدا الوضع مشحونا بالتوتر بتوافد أعداد كبيرة من الرجال والشباب المسلحين من بني صخر، وبدا الشيخ الشايش بتوجيههم وتوزيعهم على أطراف القصر. وصارحتي الشيخ نايف الخريشا بأنه قد تلقى اتصالا هاتفياً من رئيس الوزراء وصفي التل طالباً مني تسليمك إلى القوات الأمنية، قدعياً بأن اعتقالك وتسليمك للسلطات السعودية يحقق مصلحة وطنية للأردن، وأجبته بأن حواس الصديد هو ضيفي، وأن ما تقوم به خطأ ولا يرضي الملك ولا ولي عهده، والاهم من ذلك أنه لا يرضي بني صخر.
وقلت له نضا: والله لن اسلم ضيفي لو قتلت كل بني صخر ومعهم ولدي الشايش، وقمت والحديث هنا للشيخ نايف الخريشا) بالاتصال بالشريف ناصر بن جميل قائد قوات البادية، وأبلغته بما دار بيني وبين رئيس الوزراء.
وقال لي: إن ما قلته هو عين الصواب، وأرجو منك الحفاظ على الشيخ حواس الصديد لحين وصول قوات البادية التي ستسهل خروجه من المملكة الأردنية لحين عودة جلالة الملك حسين من سفره.