استضاف حزب التنمية الوطني العين محمد داودية رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان، رئيس جمعية الحوار الديمقراطي الوطني، في جلسة حوارية بعنوان "الأزمة السّورية"، قدم لها الدكتور ناظم عبابنة امين عام الحزب، عضو جمعية الحوار، وأدارتها الدكتورة حنين عبيدات عضو جمعية الحوار بحضور عدد من اعضاء الحزب وأعضاء جمعية الحوار الديمقراطي الوطني.
تحدث داودية عن الأزمة السورية منذ عام 2013 إلى لحظة سقوط نظام بشار الأسد، قائلا أن الأسوأ في تاريخ الأنظمة العربية المتوحشة الاستبدادية قد زال وسقط، وأن سورية تمر الآن في مخاض "مرحلة القلع والزرع". لأن الحكم الجديد مدعو إلى تقديم رزمة من الاستحقاقات والمتطلبات القاسية، ليبرهن ويؤكد انه انتقل من صف المنظمات المصنفة إرهابية، إلى البدء في مرحلة تطبيق مشروع الدولة المدنية التي يشارك فيها جميع أبناء سورية.
وقال إن التحديات التي تواجه الحكم الجديد في سوريا كبيرة وعلى رأسها استتباب الأمن الذي سيعبث فيه فلول النظام القديم ومخلفات النظام الإيراني والفصائل والميليشيات المسلحة التي تنتظر تقاسم السلطة وأيضا بقايا تنظيم داعش الكامنة في شرق سوريا، وتأثير الدول الراعية كتركيا التي تحتل آلاف الكيلومترات من شمال سورية، وتلبية تطلعات الأكراد القومية، واشراك الطوائف السورية الثماني عشرة، إضافة إلى تحديات متطلبات التعافي وعودة المهجرين وإعادة توطينهم، وإعادة بناء الجيش والشرطة والمخابرات والأحوال المدنية و الإدارة العامة، ومتطلبات التنمية والتشغيل والمعابر وحل المشكلات الاجتماعية والطائفية الكبيرة التي خلفها النظام الساقط.
وقال داودية أن النظام السابق أرهق بلادنا التي كان على نصف عديد جيشنا العربي أن يحمي حدودنا الطويلة ومصالح جيراننا من نظام مارق كان يتاجر بالمخدرات رسميا.
وعن العلاقة التاريخية والسياسية والإقتصادية التي تربط الأردن وسورية، أشار داودية إلى جهود جلالة الملك عبد الله الثاني طيلة السنوات الماضية لإقناع القيادة السورية بتقديم الاستحقاقات اللازمة للمصالحة الوطنية واجراء انتخابات نزيهة ديمقراطية والتخلص من قوى التدخل والسيطرة الإيرانية، علاوة على ملتقى العقبة الدولي الذي وضع الخطوط الأساسية للتعامل مع الواقع السوري الجديد من أجل استقرار سورية ووحدة أراضيها واشراك كافة المكونات في صياغة المستقبل السوري.
وقال داودية ان مراعاة واحترام المصالح المشتركة الضخمة التي تجمع البلدين والشعبين ستعود بالنفع العميم على الشعبين الشقيقين، وركز داودية على ان الانظمة العربية التي حكمت بالحديد والنار، قد التهمتها النيران ومزقها الحديد، وألحقت أفدح الأضرار بشعوبها وبجيرانها، وقال اننا نحمد الله ونشكر قيادتنا الهاشمية الراشدة على نعمة الاستقرار والأمن والأمان الذي ينعم به شعبنا العربي الأردني الراشد الحبيب.