مر سبعة وعشرون عاما على الرحيل المؤلم، وعلى الغياب الفاجع لأحد مؤسسي شركة البوتاس المهندس سليمان الهواري"أبو عامر" الذي نترحم عليه ونسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وان يغمره برحمته الواسعة على ما قدم وأعطى ونرتل على مثواه الطيب اليوم فاتحة الكتاب الفواحة بالطهر والإيمان والشكر على نعمائه ونتلو خاشعين ضارعين: ولسوف يعطيك ربك فترضى ... فقد أدى الهواري الأمانة وأشاد الصرح وبثّ فيه من عزيمته الهائلة ومن إرادته الصلبة ومن روحه الوثابة ما مكنه من المضي في الصعود والتطور والنمو والازدهار، فحقت لروحه بإذن الله الرحمة والمغفرة والسكينة.
وحق لسليمان الهواري أن يرقد هانئا قرير العين، مرتاح الضمير، فقد حقق معادلة الابن الصالح والذكر الطيب، وقدم لأمته وللأردن عملا صالحا، يتمثل في شركة البوتاس إمبراطورية الاقتصاد الاردني، وأشادها راسخة الأركان، عظيمة البنيان على قواعد من الثقة والائتمان، والعمل المؤسسي الشفاف، والتطور والتحديث، ومواكبة آخر الصيغ التقنية الحديثة، والتحوطات الرشيدة التي صانته ومكنته من الحفاظ على نمو متصاعد ومصداقية فريدة.
كم فقدنا بفقدانك يا خيرة الرجال وخيرة ابناء الكرك واخر عنقود الشرف والشهامة كم فقدنا الاصالة ، والنخوة والوطنية ايها الكادح ابن الكادحين يا من عاشت البوتاس وعاش الاردن في قلبك وعقلك ، التحقت بالبوتاس موظفا بسيطا وتدرجت في سلم الوظيفة بجدارة واستحقاق حتى وصلت الى موقع المدير العام فيها فصنعت للكادحين وابناء الكادحين املا ان يجدوا لهم مكانا لائقا تحت سماء الوطن .
أبو عامر صانع مجد البوتاس وصانع انجازاتها وصانع المكاسب للعاملين المسحوقين فيها 6 سنوات معدودات قضيتها كمدير عام صنعت فيها انجازات عشرات السنين وما زال عمال البوتاس ينعمون بخيرات انجازاتك وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس، وسهروا الليالي الطوال من اجل تقدمها واعلاء شانها ضحوا بالجهد ، وضحوا بعضهم بحياته شهداء انتاج لرفع راية الوطن وكان استشهادك على طريق الاغوار تتويجا لتضحية كل من صنع انجازات البوتاس
لقد تغيرت الدنيا في غيابك ابا عامر واصبح الزمان غير ذاك الزمان والرجال غير اولئك الرجال والاوطان غير تلك الاوطان لكن ورغم كل ذلك نم قرير العين ابا عامر فدوام الحال من المحال سيعود للوطن شموخه ولابنائه كرامتهم وسيبقى الوطن يذكر ابنائه المخلصين امثالك وستظل الاردنيات تنجب الرجال الرجال هكذا هو منطق التاريخ ، لمن يقرأ التاريخ .