عندما نتحدث عن العطاء والإخلاص للوطن، لا يمكن أن نتجاهل سيرة العميد المتقاعد فواز محمد مطيع الزهير، نجل المرحوم الشيخ محمد مطيع الزهير، شيخ مشايخ عشائر الجبور في بني صخر. رجلٌ صنع اسمه بحروف من ذهب، ليس فقط لأنه ينتمي إلى أسرة عريقة، بل لأنه قدم لوطنه الكثير من الإنجازات خلال مسيرته العسكرية.
إرث عائلي أصيل
وُلد العميد فواز في كنف أسرة حملت على عاتقها خدمة العشيرة والوطن. كان والده الشيخ محمد مطيع الزهير شخصية بارزة في المجتمع الأردني، وترك إرثًا من الحكمة والقيادة. ولم يكن فواز وحده من سار على هذا النهج؛ فقد تميز إخوته أيضًا بخدمة الوطن، من بينهم الشيخ المرحوم بركات و اللواء الركن المرحوم كامل، والشيخ المرحوم راكان، المهندس سعود الشيخ زيد والعميد الركن المتقاعد متعب، واللواء الركن المتقاعد ماجد العقيد م المحامي خضر والمرحوم نايف والاستاذ مطيع محمد مطيع الزهير.
مسيرة عسكرية لامعة
بدأ العميد فواز رحلته في الأمن العام الأردني بشغف وإصرار، حيث تقلد مناصب قيادية أثبت فيها كفاءته وقدرته على مواجهة التحديات. عُرف بتفانيه وإخلاصه، وكان مثالًا يُحتذى به في الالتزام الوطني. لم يكن مجرد ضابط يؤدي مهامه، بل كان قائدًا يُلهم زملاءه ويترك بصمة واضحة أينما حل.
الوداع الأخير
في يوم الأحد، 29 ديسمبر 2024، فقد الأردن واحدًا من رجالاته المخلصين. غادر العميد فواز الزهير هذه الدنيا تاركًا خلفه إرثًا من القيم والمبادئ التي ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن. شُيع جثمانه الطاهر في موكب مهيب، يعكس حب الناس وتقديرهم لشخصه ومسيرته.
رسالة للأجيال
إن سيرة العميد فواز الزهير ليست مجرد قصة شخصية، بل هي درس عميق للأجيال القادمة عن معنى الانتماء والالتزام. لقد أظهر أن العطاء للوطن لا يقتصر على الكلمات، بل يتجلى في الأفعال التي تصنع الفرق وتُخلد الذكرى.
بين صفحات التاريخ الأردني، سيبقى اسم العميد فواز الزهير رمزًا للقيادة والإخلاص. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته الصبر والسلوان.