الشريدة:
الأزهار البرية الأردنية مُهدّدة بالجفاف وخطر الانقراض بسب حالة التغير المناخي
نيروز
– بقلم الدكتور أحمد محمود الشريدة - الباحث في حماية البيئة وصون الطبيعه - الاردن
.
يسود الاردن
وبلاد الشام حالة من الجَفاف وانقطاع الأمطار
منذ بداية الموسم المطري الحالي 2024م وحتى الآن ، وهي حالة مناخية غير مسبوقة منذ 100عام ، أدت إلى زيادة خطر الجفاف او الانقراض لعدد كبير من الأزهار البرية الأردنية، خاصة مع توالي مواسم الجفاف المتعاقبة وتذبذب هطول
الأمطار من الأعوام السابقة. وتم تسجيل ( 63 ) نوعاً " مهددة " بشكل بشكل أو
بآخر بالجفاف وخاصة تلك
التي تتكاثر بالبذور، و الأبصال والريزومات
.
وفي جولة
ميدانية على عدد من مواقع الأزهار البرية في محافظة إربد - شمال الاردن وهي الالوية الكورة والطيبة والوسطية وبني كنانة والمزار الشمالي،
لوحظ أن هناك نمواً مقزماً لعدد منها وبشكل خاص النرجس الابيض والاصفر ، والترمس البري
،وبخور مريم ( الزعمطوط ؛ الرجف ؛ قرن الغزال)
بنوعيه الابيض والزهري ، والاروكيد بأنواعه ،وأزهار السوسن الأسود والأزرق والجلاديوس، والتوليب الجبلي ، والأقحوان
الاصفر والابيض . إضافة إلى تعفن بعضها، كما أن عملية" التَزهِير " ضعيفة جدا حيث تعاني من العطش الشديد والجفاف وخاصة في الأراضي العميقة، أما تلك التي
تنمو بين الصخور فإن الوضع يبدو أفضل بقليل.
أن التغير المناخي "يُعطل" عملية تلقيح
الأزهار والتي أصبحت تتفتح قبل انتهاء فترة سبات النحل الناقل لحبوب اللقاح، الأمر
الذي يؤدي إلى انخفاض أعداد النحل والملحقات الأخرى وهو مؤشر خطير ، إضافة إلى انخفاض
هائل في عدد الملقحات من الحشرات الأخرى في
الحياة البرية وخاصة في مواسم الجفاف. إضافة إلى أن التغير المناخي سبب خللاً في عدم
تطابق موسم التَفتح وانتهاء السبات، وهو السبب "الأكثر أهمية" في ما يحدث
بالنباتات البرية وخاصة عملية " التَزهير"
، حيث لوحظ أن بعض أنواع النباتات أخذت تتكيف مع الوضع الراهن.
أن تأثير التغير المناخي على الأحياء البرية بدا
واضحاً للعيان، فقد بدأت تـُغير من سلوكها في محاولة جاهدة للتكيف مع ما يحدث حولها من متغيرات مقلقه .
أن التغير المناخي أصبح يهدد حياة نحو( 150) نوعاً من النباتات والحيوانات، وهو
يؤثر بشكل مباشر على( 33 %) من الأنواع المُهددة بالانقراض، ما يُهَدّد بإختفاء قاعدة
التنوع البيولوجي بسرعةٍ هائلة، وهو ما يعد تهديداً وجودياً لكافة عناصر البيئة الطبيعية.
ونقترح العمل
على إعادة إحيائها وإكثارها والعناية بها وحماية سلالاتها المحلية ذات الأهمية العالمية
داخل منطقة جغرافية واحدة تتوفر فيها الشروط الطبيعية المثالية للِإنبات وحماية التنوع
الحيوي والاستخدام المستدام الذي يواجه ضغوطاً بشرية ومناخية متزايدة، إضافة إلى مواكبة
التطورات التنموية وديمومة موروثنا الحضاري من النباتات البرية؛ حيث تكون أداة مهمة
لإعادة التوازن وحماية الموارد الفطرية ، وانطلاقا من ذلك يجب العمل على إقامة بنك للبذور والجينات ومعشب زراعي
وبرامج للدراسات والأبحاث ، ترافقها حملة توعية إعلامية.
إضافة
إلى إيجاد محمية نموذجية لتصبح مركزاً تعليميا
وتثقيفيا وسياحيا في إطار تنمية السياحة البيئية في المناطق الريفية وإنتاج خريطة رقمية
شاملة لتوثيق الموائل النباتية، وذلك باستخدام نظام المعلومات الجغرافي والذكاء الاصطناعي، خاصة أن( 65 % )من نباتات الأردن
البرية المزهرة غير موجودة في قارة أوروبا وينفرد الأردن بـ (111) نوعاً ولا توجد في
بلد غيره.