إن قضاء حوائج الناس له آثار عظيمة وثمرات جليلة، ومن أبرزها وأعظمها أنها تجلب محبة الله تعالى. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم".
فهذه الكلمات تعكس أهمية الأعمال التي تعود بالنفع على الآخرين، حيث تعد من الأعمال التي تقرب العبد من ربه.
ثمرات قضاء الحوائج
كما أن من ثمرات قضاء حوائج الناس تيسير الأمور للعبد الذي يقوم بها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
هنا يتجلى دور الإنسان في المجتمع، فهو ليس فقط مكلفاً بفعل الخير، بل هو مطالب بتعزيز الروابط الإنسانية ومساعدة الآخرين.
فضل من يقضي حوائج الناس
إن الله سبحانه وتعالى لم يأمرنا فقط بفعل الخير، بل دعا إلى تقديم العون للناس، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الأمراض أو أصحاب القدرات الخاصة.
فالعمل من أجل هؤلاء له ثواب عظيم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله عبادا اختصهم الله بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة".
هذا يبرز القيمة العالية للأعمال الخيرية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمساعدة الفئات الأكثر احتياجاً.
ثواب من مشى في قضاء حوائج الناس
تُروى قصة ابن عباس الذي ترك اعتكافه ليذهب لقضاء حاجة شخص مريض، وهذا مثال حي على أهمية تقديم العون للآخرين.
كما يستند الحديث النبوي إلى ذلك، حيث يقول: "من مشى في حاجة أخيه كان له جزاء اعتكاف سبع سنوات كاملة"، مما يبرز الأجر العظيم لمن يسعى لمساعدة الآخرين.
توجيهات رسول الله
وقد أكد مجمع البحوث الإسلامية على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح في الدنيا، وما يبلغنا الجنة في الآخرة.
وذكر المجمع في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على نفع الآخرين بكل الوسائل الممكنة.
فقد قال: "مَن نفّس عن مسلم كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نفّس الله عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة، ومَن يسّر على معسِر في الدنيا، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر على مسلم في الدنيا، ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (جامع الترمذي).
إن قضاء حوائج الناس ليس مجرد واجب إنساني، بل هو عبادة تقرب العبد من الله وتجعله من أحب الناس إليه.
لذا، ينبغي على الجميع السعي نحو تعزيز قيم التعاون والمساعدة في المجتمع، والعمل من أجل خدمة الآخرين، بما يحقق الفائدة للجميع ويعزز روابط الأخوة والمحبة.