من مواليد الكرك عام 1938، شكّل اللواء مصطفى سليمان العضايلة "أبو عمر" نموذجًا فريدًا لرجل المخابرات الذي دمج بين الصرامة الأمنية والقيم الإنسانية الرفيعة. بدأ حياته كأي شاب طموح يعايش بساطة الحياة في الكرك، لينطلق في مسيرة مهنية زاخرة بالإنجازات والتحديات.
مسيرة مهنية حافلة
تخرج العضايلة من الكلية العسكرية عام 1958 برتبة ملازم، لينضم إلى الشرطة والمباحث العامة، ومنها إلى جهاز المخابرات العامة عام 1965، حيث حمل الرقم (34) كأحد المؤسسين. خلال مسيرته، تميز بتطوير التعاون بين الأجهزة الأمنية وترسيخ مبدأ حماية حقوق المواطنين، رافضًا أي ظلم قد يُمارس باسم السلطة.
عمل العضايلة في مواقع عدة، منها إربد والزرقاء وعمان، قبل أن يتولى منصب نائب مدير المخابرات العامة بين عامي 1986 و1990. كان نموذجًا لضابط المخابرات المتواضع، الذي جمع بين الحزم والرقي الأخلاقي، مكتسبًا حب الناس واحترامهم.
بصمة لا تُنسى
لم يكن العضايلة مجرد رجل أمن، بل كان شخصية شعبية متزنة، يحمل هموم الوطن بحب وتفانٍ، ويرى في الأخلاق واحترام الناس أساسًا لنجاح أي مسؤول، بعيدًا عن بروتوكولات الوظيفة الزائلة.
الختام الحزين
أُحيل العضايلة إلى التقاعد برتبة لواء، لكنه لم يتخلّ عن حب الوطن. واجه المرض بصبر وثبات، إلى أن وافته المنية عام 2013، ودُفن بجانب زوجته في مقبرة سحاب.
إرث خالد
ترك اللواء مصطفى العضايلة إرثًا من القيم والمبادئ، ليبقى رمزًا للرجل الذي غيّر مفهوم رجل المخابرات، وأثبت أن العظمة تكمن في الأخلاق والإنسانية.