حين يُذكر الكرم والشجاعة، يُذكر اسم سعادة الشيخ نايف حديثة الخريشا بكل فخر وإجلال، فهو قامة استثنائية وزعيم فذٌ عرفته القبائل والعشائر في الأردن والعالم العربي. لقد كان شخصية متعددة الأبعاد، جمع بين الحنكة السياسية والبصيرة الثاقبة، وبين الكرم الذي لا حدود له والحزم الذي لا يلين في المواقف التي تتطلب ذلك.
سعادة الشيخ نايف، الذي شغل منصب عين في مجلس الأعيان الأردني، كان مثالاً للقيادة الراسخة. ارتبط اسمه بجهود إصلاح ذات البين، حيث كان صوت العقل والحكمة، يقود المساعي الحميدة لإطفاء النزاعات وإعادة اللحمة بين الناس. وكان أيضاً أحد أبرز رجالات الأردن قرباً من المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، حيث تشارك معه رؤى الحكمة والريادة، فكان سنداً وفياً للأردن شعبا وقيادة.
لم يتوقف تأثير سعادة الشيخ نايف عند حدود الأردن، بل كان شخصية عربية مرموقة تحظى باحترام القادة العرب. جمعته علاقات وطيدة مع القائد الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس المصري حسني مبارك، وكذلك مع الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية. هذه العلاقات العميقة كانت شاهداً على مكانته العالية وسيرته العطرة التي عَبَرَت حدود الوطن.
وعلى الرغم من انشغاله بالمناصب والمهام السياسية، إلا أن سعادة الشيخ نايف لم يغفل دوره كشيخ للعشيرة وأبٍ للجميع. كان كريماً لا يرد سائلاً، وحكيماً لا تفوته تفاصيل الأمور. احتضن الصغير والكبير، وكان طيباً وقت اللين وحازماً وقت الحزم.
رحل سعادة الشيخ نايف حديثة الخريشا عن دنيانا، لكنه ترك إرثاً عظيماً من القيم والمبادئ. أبناؤه البررة، وعلى رأسهم سعادة الشيخ الشايش نايف الخريشا، أكملوا المسيرة بكل اقتدار. فقد واصل سعادة الشيخ الشايش حمل الراية، متسلحاً بذات العزيمة والإخلاص، وظل محافظاً على إرث والده في تقديم يد العون لكل محتاج، وفي التمسك بقيم الكرم والنخوة التي تميز بها آل الخريشا.
إن سعادة الشيخ نايف حديثة الخريشا سيبقى رمزاً خالداً للقيادة الراسخة والإنسانية النبيلة، وستظل ذكراه محفورة في قلوب من عرفوه وعاشوا في ظل حكمته وكرمه.