طالعنا اليوم خبر محزن وهو انتقال الباشا عبدالرحمن العدوان الى الرفيق الاعلى رحمه الله و لاني عاصرت الباشا الحكيم حيث كان مديرا لشرطة اربد مع احداث جامعة اليرموك أواسط الثمانينات وكنت احد طلاب الجامعة وكنت في مرحلة العنفوان وسن الشباب واحداث جامعة اليرموك في اوجها
كتب عن احداث الجامعة اقلام كثيرة ممن لم يحضروها او يعايشوا ذلك الحدث وادعوا انهم عاصروه و ربما كان من الواجب انصاف هذا الرجل من قبل من كتب عن تلك المرحلة العصيبة من حياة الجامعة
رايت من واجبي اليوم ان اكتب شهادة حق في حق رجل حكيم عاصر تلك الاحداث وادار ملفها الامني واستطاع بحكمته ان يحتوي الاحداث بحكمة القائد وحنان الاب طلبني المرحوم العدوان اكثر من مرة في تلك الفترة والتقيت معه واعترف اني لم اكن اتقن فن الحوار فكانت العاطفة وسن الشباب تدفعني للحديث بتهور امامه كان يبتسم ويرد بهدوء يا خالي كل الطلبة ابناء اليرموك ابنائنا وامانه في اعناقنا وان غلط واحد علينا ان نحتويه لانرد بنفس الاسلوب واللغة فهذه مدرسة الاردن ومدرسة من نحب جلالة الملك حسين فبمقدار حبنا للاردن ولجلالة الملك يجب ان نتحمل ولانرد على من يسيء للاردن وللملك سيعرف لاحقا انه غلطان ويعود لصوابه
حديث العقل والحكمة كان المسيطر على كل حديثه وعندما تاتي لحظة انفعال الشباب كان يضحك ويقول امسحها باللحية ودنا اياكم في الجامعة اخوان وطلبة علم وان تعرفوا ان الاردن الذي تحبونه ينتظر منكم الكثير
عبدالرحمن العدوان انتقل الى الرفيق الأعلى ولم التقيه منذ ان تخرجت من جامعة اليرموك ١٩٨٨ ولكن توجيهاته وحكمة القائد وحنان الاب الذي عاملنا به في تلك المرحلة الحرجة جعلنا كشباب نعيد حسابتنا في أمور كثيرة ومن الوجب اليوم ان نعترف بفضل الرجل ونترحم عليه كلمة حق في لحظة الغياب الحقيقي ونسال الله أن يكون كل عمل قدمه في ميزان حسناته
الصورة تجمعني مع الباشا المرحوم بعد انتهاء الاحداث في جامعة اليرموك احتفالا بعيد ميلاد الملك حسين رحمه الله برفقة معالي الاستاذ الدكتور عوض خليفات حيث استلم منصب نائب رئيس جامعة اليرموك بعد الاحداث.