في الأول من يناير، تحل الذكرى الخامسة والأربعون لوفاة الشيخ هارون بن جازي، المعروف بلقب "شيخ المجاهدين في فلسطين". كان الراحل أحد أعلام النضال العربي الذين خاضوا معارك الدفاع عن فلسطين بصلابة وإيمان.
وُلد الشيخ هارون بن جازي عام 1913 في قرية اذرح بمحافظة معان الأردنية، حيث نشأ في بيئة بدوية عُرفت بالكرم والشجاعة. ومع ظهور المخاطر التي تهدد فلسطين بعد وعد بلفور، أدرك مبكرًا خطورة المشروع الصهيوني وما يحمله من تهديد للأمة العربية.
بعد قرار تقسيم فلسطين عام 1947، قاد بن جازي كتيبة من المجاهدين الأردنيين إلى الأراضي الفلسطينية، وكانت كتيبته من أوائل الكتائب التي تصدت للعدوان. شارك في معارك بارزة مثل باب الواد، اللطرون، والقسطل، حيث تعاون مع الشهيد عبد القادر الحسيني في إحدى أهم المعارك.
تميز الشيخ هارون بشجاعته وحنكته، ورفض الهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة، معتبرًا أنها تُمنح للعدو فرصة لتعزيز قوته. وكان ذلك الموقف نابعًا من إيمانه بعدالة القضية وضرورة استمرارية الكفاح.
رحل بن جازي في الأول من يناير عام 1979، لكن سيرته بقيت رمزًا للنضال والتضحية. ومنحه الملك عبد الله الأول وسام الاستقلال تقديرًا لدوره البطولي.
تُعد ذكرى رحيل الشيخ هارون بن جازي محطة لتجديد العهد بالنضال من أجل فلسطين، وتخليدًا لدوره البارز في معركة الدفاع عن الأرض والكرامة.