قبيلة بني حميدة، إحدى القبائل العريقة التي تمتد جذورها في تاريخ الأردن، تُعد مثالاً حيًا للشجاعة والصمود. يُعرف عنها لقب "ذباحة الدول"، الذي اكتسبته بفضل مواقفها البطولية وتصديها للقوى الخارجية في حقب زمنية مختلفة.
الموقع الجغرافي
تتمركز قبيلة بني حميدة في مناطق واسعة تشمل محافظات الطفيلة والكرك ومادبا، حيث تتمتع بنفوذ اجتماعي واقتصادي بارز. تُعد أراضيها من أكثر المناطق خصوبة، مما ساعد القبيلة على تعزيز مكانتها من خلال الزراعة والرعي.
سبب التسمية بلقب "ذباحة الدول"
يرتبط هذا اللقب بالثورة التي قادتها القبيلة ضد الدولة العثمانية عام 1889. كانت هذه الثورة نتيجة للسياسات العثمانية التي فرضت التجنيد الإجباري وزيادة الضرائب، مما أثقل كاهل القبائل الأردنية آنذاك. استطاعت بني حميدة من خلال هذه الثورة أن تسطر تاريخًا مشرفًا في مواجهة الاستبداد، وهو ما أكسبها احترام القبائل الأخرى ومكانة مميزة في المجتمع الأردني.
الأدوار التاريخية والاجتماعية
عُرفت القبيلة بشجاعة رجالها وحنكة زعمائها الذين لعبوا دورًا مهمًا في حماية الأراضي الأردنية. كما أن بني حميدة كانت رائدة في حل النزاعات القبلية وتوحيد الصفوف، مما ساعدها على تعزيز وحدة القبائل الأردنية.
الحياة الاقتصادية
تشتهر القبيلة بالزراعة، خصوصًا زراعة الحبوب والخضروات، إلى جانب تربية المواشي. ويُعد هذا النشاط الاقتصادي جزءًا من التراث الذي تسعى القبيلة للحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.
التراث الثقافي
تزخر بني حميدة بتراث ثقافي غني يتمثل في الشعر، الفلكلور، والأهازيج الشعبية. كما أن لباسهم التقليدي وحرفهم اليدوية يُعتبران جزءًا مهمًا من هويتهم.
قبيلة بني حميدة ليست مجرد قبيلة عادية، بل هي رمز للشجاعة والصمود والإرث الثقافي الغني. لقب "ذباحة الدول" يُجسد تاريخًا حافلًا بالمواقف البطولية، ويُعد شاهدًا على تضحيات أبنائها من أجل الحفاظ على كرامة الوطن واستقلاله.