وُلد العقيد المتقاعد خالد بن عبطان الخريشا عام 1928، في مضارب بني صخر، واحدة من أعرق القبائل الأردنية. كان الخريشا رمزًا للوطنية والعطاء، حيث تميز بمسيرة عسكرية مشرفة امتدت لعقود، وترك بصمة واضحة في مسيرة الجيش العربي الأردني ومجتمعه.
المشاركة في معارك الدفاع عن فلسطين
كان العقيد خالد الخريشا من المحاربين القدامى الذين شاركوا في معارك حاسمة دفاعًا عن القضية الفلسطينية. بدأ مشواره العسكري بالانضمام إلى صفوف الجيش العربي، حيث خاض معارك عام 1948 التي شهدت دفاعًا مشرفًا عن الأرض الفلسطينية. كما شارك في معركة الطرون، معركة الخان الأحمر، ومعركة السموع، ما جعله من الأسماء الخالدة في ذاكرة النضال العربي.
مواقع قيادية في الجيش العربي
تميز العقيد الخريشا بمسيرته القيادية داخل الجيش العربي، حيث تقلد مناصب مهمة منها قيادة كتيبة الأميرة بسمة 3 ولواء الأميرة عالية، إلى جانب قيادته لواء الحسين بن علي عام 1972. عُرف بحنكته وشجاعته العسكرية، وكان مثالًا يحتذى به في القيادة والانضباط.
دوره في المجتمع بعد التقاعد
بعد تقاعده عام 1974، لم يتوقف دور الخريشا عند حدود العمل العسكري، بل انطلق إلى خدمة مجتمعه. عُرف بجهوده في إصلاح ذات البين وحل النزاعات العشائرية، وكان مرجعًا للعشائر في قضايا الإصلاح والتوفيق.
وفاته ومكانته المجتمعية
توفي العقيد خالد بن عبطان الخريشا في 3 يناير 2019، تاركًا إرثًا من العطاء الوطني والإنساني. حظي بوداع مهيب من قبل أبناء قبيلته وأفراد المجتمع الأردني. كما قدم الأمير الحسن بن طلال التعازي بوفاته، ما يعكس مكانته الوطنية الرفيعة.
الخريشا: قدوة للأجيال
كان خالد بن عبطان الخريشا مثالًا للجندي القائد والإنسان المُصلح. جسدت حياته قيم الانتماء والوفاء للوطن، ما جعله رمزًا خالدًا في تاريخ الأردن الحديث.
يبقى العقيد خالد الخريشا أحد الشخصيات التي ستظل حاضرة في ذاكرة الأردن وشعبه، ليس فقط كقائد عسكري، بل كنموذج في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الوطنية والإنسانية.