في مثل هذا اليوم، 4 يناير، نستذكر رحيل الشيخ حديثة علي الخريشا، أحد أعلام قبيلة بني صخر في الأردن، الذي وافته المنية عام 1952. وُلد الشيخ حديثة عام 1882 في منطقة الغدف جنوب الأزرق، حيث نشأ في بيئة بدوية أصيلة اكتسب منها قيم الفروسية والكرم والشجاعة.
تلقى تعليمه في دمشق، ما أتاح له الاطلاع على ثقافات متعددة وأسهم في تعزيز وعيه السياسي والاجتماعي. لعب الشيخ حديثة دورًا قياديًا بارزًا في التصدي لتوسع جيش ابن سعود نحو الأردن، حيث قاد قبيلته في معارك للدفاع عن الأراضي الأردنية، مسهمًا في الحفاظ على استقرار المنطقة ومنع النفوذ السعودي من الوصول إلى بلاد الشام.
كان للشيخ حديثة علاقة وثيقة بالأمير عبد الله الأول بن الحسين، وشارك في بناء الدولة الأردنية الحديثة. تولى مناصب سياسية مهمة، منها عضويته في أول مجلس أعيان أردني عام 1947، كما انتُخب عضوًا في المجلس التشريعي الثاني عام 1931 والرابع عام 1937، مسهمًا بآرائه ورؤاه في صياغة مستقبل الأردن.
اشتهر الشيخ حديثة بكرمه ومروءته، وكان ملاذًا للمحتاجين والمظلومين، حيث وفر لهم الحماية والمأوى. كما كان له دور كبير في إعمار منطقة الأزرق واستقبال اللاجئين من الشيشان والشركس، ما عزز التنوع الثقافي والاجتماعي في الأردن.
في ذكرى وفاته، نستذكر الشيخ حديثة الخريشا كرجل حكيم وقائد فذ ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الأردن، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.