تعد مضافة معالي حازم قشوع واحدة من أبرز المحافل الفكرية التي تجمع بين النخب السياسية والثقافية في الأردن، يُعرف معالي حازم قشوع بأنه المفكر والسياسي الذي يمتلك رؤية استثنائية وقدرة تحليلية عميقة جعلته الرقم الصعب في السياسة الأردنية . فهو شخصية تجمع بين الحنكة السياسية والوعي الثقافي، ما أهّله لأن يكون أحد أبرز الأصوات المؤثرة في صياغة الرؤى الاستراتيجية والتعامل مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم اليوم. مستقبل السياسة العالمية ومحاور التغيير في حديث معالي حازم قشوع: رؤية ترامب وصراع القوى في شرق أوسط جديد
في جلسة نقاشية استثنائية، اجتمعت العقول المفكرة في مضافة معالي حازم قشوع لاستعراض ملامح المرحلة القادمة في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأميركي. في ٢٠ /١ …المحاور التي طُرحت جاءت عميقة واستراتيجية، تناولت قضايا تؤثر بشكل مباشر على الشرق الأوسط والعالم بأسره.
ثلاثة محددات أساسية في خطة ترامب
وفقاً للنقاشات التي دارت في المضافة، تبرز ثلاثة محددات رئيسية في استراتيجية ترامب العالمية:
1. السيطرة على الحركة التجارية
يعتبر ترامب أن التحكم في التجارة العالمية هو مفتاح التفوق الاقتصادي والسياسي. تأتي هذه السيطرة على حساب الدول التي تعتمد على الممرات البحرية الحيوية، مثل مصر وقناة السويس. هذا المسار يهدف لإعادة صياغة الهيمنة الاقتصادية وفق المصالح الأميركية، مع تعزيز الاحتكار على حركة التجارة الدولية.
2. جيوش بلا أنياب
ترتكز الخطة على تقويض القوة العسكرية التقليدية في المنطقة، مع التركيز على شرعنة تفوق الجيش الإسرائيلي. هذه الخطوة ليست فقط لإعادة تشكيل توازن القوى، بل تهدف إلى إحكام السيطرة الإسرائيلية على المنطقة بالكامل.
3. الإلغاء التدريجي لحلف الناتو
بحسب ما طرح في النقاش، يسعى ترامب لإلغاء أو تقليص دور الناتو، ما يعني خلق فراغ أمني في أوروبا لصالح سياسات أميركية أحادية تعيد تشكيل موازين القوى العالمية.
أدوار جديدة لشركات التكنولوجيا والجغرافيا السياسية
تم الإشارة إلى دور إيلون ماسك في إعادة تشكيل النظام العالمي، ليس فقط من خلال السيطرة على التكنولوجيا، بل أيضاً عبر التحكم في الفضاء كمجال جديد للقوة السياسية. بالإضافة إلى ذلك، يتعاظم دور أنظمة التجسس مثل بيغاسوس، حيث يتوقع أن تصبح المخابرات التقليدية أقل أهمية مقارنة بالسيطرة على البيانات.
السيطرة على الممرات البحرية
أشار النقاش إلى أن السيطرة على مضيق جبل طارق، مضيق بنما، وحتى مضيق تايوان، تعد جزءاً من خطة ترامب للهيمنة البحرية. الهدف هنا هو التحكم في جميع الممرات المائية المهمة عالمياً، ما يمنح الولايات المتحدة قوة ضغط استراتيجية على الدول المنافسة مثل الصين وكندا.
انعكاسات على الشرق الأوسط
الشرق الأوسط لن يكون بمنأى عن هذه الاستراتيجية. إسرائيل ستكون اللاعب الأساسي، مع تأكيد الهيمنة على المنطقة بأكملها. هذه الخطوات تتماشى مع تطلعات السيطرة الكاملة على الموارد والممرات الحيوية، مما يجعل المنطقة أكثر هشاشة أمام التدخلات الخارجية.
وفي النهاية
النقاش في مضافة معالي حازم قشوع يفتح أبواباً واسعة للتأمل في مستقبل السياسة العالمية. مع عودة ترامب، يبدو أن العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من الصراعات الاقتصادية والعسكرية، حيث تصبح التكنولوجيا، المياه، والجغرافيا السياسية الأدوات الرئيسية لصياغة نظام عالمي جديد. يبقى السؤال: هل ستتمكن الدول المستهدفة من تطوير استراتيجيات مقاومة، أم أنها ستقع تحت رحمة هذه الخطط؟