بدأ حياته مناضلاً متطوعاً دفاعاً عن ثرى فلسطين وأسوار القدس الشريف ، قائداً لأحد تشكيلات فرسان العشائر وحاملاً لواءه على ضهور بنات الريح عامي ١٩٤٧ /١٩٤٨ في بداية العشرينيات من عمره ، تربع على عرش القضاء العشائري بعد أن آلت إليه مشّيخة عشائر العامر بوفاة والده الشيخ عضوب الزبن رحمه الله الذي كان يأخذ برأيه ويثمّنه منذ صغره ، حفيد الشيخ الفارس المثير المنيخ العقيد طراد إبن زبن الذي لا يشق له غبار رحمه الله الحاصل على أعلى لقب في الفروسية والذي مكّنه من عقد وفك التحالفات وإعلان وإنهاء حالة القتال(الغزو) دون الرجوع إلى أحد ، وذلك قبل تشكيل الإمارة والمتوفى عام ١٨٩٠.
لُقب الشيخ برنس بمعاوية بني صخر ، لما يملك من مهارات وقدرات عجيبة في التواصل مع الآخرين بذكاء متقد وبعد نظر وهدوء وتقدير المواقف فهو لا ينفعل مستمع جيد ومتأني في الإجابة كتوم وكأنه يطبق المبدأ الإستخباري (المعرفة على قدر الحاجة) بالفطرة ، وهذا سبب لمعان نجمه سريعاً في القضاء العشائري وحنكة القرار فيما يخص قضايا العرض والدم الأكثر تعقيداً فهو (منقع الدم ومبيض العرض) ، فكان لا يرضى (بالرزقة) ولا يقبل إلا أن تكون تكلفة تنقله ومرافقيه على نفقته الخاصة ، وهو يجوب المملكة في حل قضايا الناس لا سيما القضايا التي تحتاج السريّة والكتمان فكان رحمة الله نصير الضعيف وملجأ الأرامل واليتامى لا تأخذه في الحق لائمة أو عتب ، علماً بأنه (راعي القلّطه) والقلطه هي صلاحية خاصة بإضافة أو تعديل أو إلغاء أياً من بنود القضاء العشائري.
لم يكن الشيخ برنس لقبيلة بني صخر فسحب ، بل كان لكل من ينصاه لحاجة أو بعثة دراسية أو لحل قضية ، فبابه لم يغلق يوماً ويشهد له بذلك أبناء الوطن من خارج القبيله.
رجلُ دولةٍ ومستشارٌ للعشائرِ في الديوان الملكي العامر ، كان محباً لقيادته مخلصاً لوطنه خادم لأبناءه من شتى المشارب ، ولا يحتاجون إلى موعدٍ او تنسيقٍ مع مدير مكتب او سكرتير سواء في موقعهِ بالديوان أو في بيته ، وكان ذكره حاضراً في مذكراتِ رجالات الدولة مثل مضر بدران وبسام الساكت وغيرهما .
آثر خدمة وطنه على الأنشغال بأملاكهِ التي ورثها عن أبيه ، فلم يطمح لتجارةٍ يصيبها ، ولم يطمع بصفقةٍ يكسبها ، أتسمت حياته بالتواضعِ والبساطةِ المقرونةِ بالعفةِ ونظافة اليد ، ثرياً بقيم الرجال ومبادئ القادة ، غنياً بأخلاق الشيوخ. عام ١٩٩٣ أفلَ نجّمه ، وإنّقطع عمله من هذه الدنيا وشُيّعَ بموكبٍ مَهيبْ ، تاركاً بصمة كبيرة في القضاء العشائري وإصلاح ذات البين والعرف والعادة ومآثر الحكماء.
جعل الله كل ما قدم من نصرةِ مظلومٍ وإحقاقِ حقٍ وستر عرضٍ في ميزانِ حسناته...