الى متى والجرح الغزي ينزف الى متى والام الغزية تودع كل يوم احد افراد اسرتها شهيدا تلو الشهيد وقد اصبحت معادلة الشهادة في غزة (الام ،الابن ،الزوج،الشقيق وقد تكون المعادلة الاسرة بكاملها ) هذه العملية الاجرامية بحق اهل غزة تجاوزت كل الخطوط الحمر تجاوزت القانون الدولي وتجاوزت حقوق الانسان بكاملها وتجاوزت الامم المتحدة ، وقد تحدت الشرائع السماوية الثلاث باديانها وكتبها ومذاهبها ، حيث اتت هذه الاديان جميعها لتنظيم الحياة البشرية وصون حقوق الانسان وحثت على العدل والتسامح واحترام الاخر ودعت الى مجتمع قائم على التعايش الديني السلمي الخالي من التطرف ونبذ الطرف الاخر ، فقدمت هذه الاديان السماوية الثلاث (الاسلام المسيحية اليهودية ) رسائل نبيلة موحدة تخص الجانب الانساني في المجتمع فالمحبة والسلام والوئام محورا رئيسي في الطرح الديني لهذه الشرائع السماوية , والتي انكرتها دولة الكيان الاسرائيلي الغاصب بحرب الابادة الجماعية التي تقوم بها في غزة ،فما تقوم به دولة الاحتلال جريمة بشعة يومية تمر بها غزة التي اصبحت لابواكي لها وان وجدنا البواكي ضاعت القوافي للاسف الشديد مازالت حمامة السلام تطير فوق غزة باحثة عن السلام هكذا هو حال اهل غزة اليوم وغزة الامس للاسف الشديد .لقد ودعنا عام 2024 باوجاعه وهمومه التي ادمت قلوبنا بما يجري في غزة هاشم من قتل وتهجير وتدمير وقصف مستمر وسفك للدماء الابرياء .
و نحن نستقبل العام 2025وكلنا امل ان تتوقف هذه الحرب الدامية ذات القطب الواحد وليهبط السلام المنشود من السماء على الارض المحترقة بنيران العدو الاسرائيلي . فعذرا ياغزة وعذرا يا فلسطين يحتفل العالم بقدوم عام جديد فاي احتفال واي عيد وأهلنا في غزة ما زالوا تحت نيران المحتل وما زالت جثث الأبرياء من غزة هاشم تحت الركام وقد اكلت الكلاب الظالة من جثث اهل غزة الابرياء كما نقلت لنا المحطات الفضائية بصورة حية وبالجرم المشهود فالانسانية اصبحت مفقودة في غزة وقد وصلت الى ابشع صورة من الاستهتار بها حقا .
فمنذ 7 فبراير 2023 بعد طوفان الاقصى التاريخ المشؤوم الذي جر الويلات لغزة واهلها لم يسلم من الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية لا بشر ولا شجر ولا حجر، فهي حرب عمياء لم ترحم الصغير ولا الكبير، حرب لم تراعي حقوق الإنسان ولا ميثاق القانون الدولي والذي أجمعت عليه جميع دول العالم ووافقت على بنوده ونصوصة.للاسف الشديد، ما نشاهده اليوم حرب دموية بامتياز وإبادة جماعية للغزيين.
أن فلسطين المحتلة منذ عام 1948وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد وقد سطرت مدينة فلسطين قاطبة آيات عظيمة في الشجاعة والفداء والصبر على الشدائد وفي مقاومة المحتل فما زال الاحتلال الاسرائيلي يقوم في ابشع صور الاحتلال في فلسطين ومدنها قاطبة ، متمردا على جميع القوانين الدولية والتوصيات الاممية فما يحصل الان على ارض فلسطين من تعنت اسرائيلي لايزيد الوضع القائم الا خسارة بشرية متزايدة ودمارا للمدن الفلسطينية وقتل للابرياء اصحاب الحق فالقتل والتشريد والتوسع بالاستيطان اصبح منهجا اسرائيليا بامتياز .
لقد اعتبرت غزة مدينة منكوبة وهي تتعرض للابادة الجماعية وبشكل يومي وما يجري حرب عالمية ثالثة تشن على مدينة غزة فكانت غزة وما زالت سيسجلها التاريخ مدينة منكوبة جراء الحرب الاسرائيلية الجائرة عليها .
واما ان عدنا لدور الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي للاسف الشديد دولة الكيان الاسرائيلي لم تعطي قرارات الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمات الامم المتحدة و هيئات حقوق الانسان اي اهمية في قرارتها المتعددة بالقضية الفلسطينية والحرب القائمة في غزة ، علما بان القرارات بدات من بداية اعلان اسرائيل قيام دولتها عام 1948م حيث كان القرار رقم 194في 11 كانون الاول 1948 والذي عرف باسم "قانون العودة" حيث اتى بقرار حق اللاجئين العودة الى اراضيهم وتعويضهم عن ممتلكاتهم التي فقدوها اثناء الحرب . وفي قرار اخر رقم 3236 اعتراف الامم المتحدة بحق الفلسطينيين بسيادة على اراضيهم . وفي قرار هام جدا بخصوص الحرب القائمة في غزة كان قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة رقم 2728/2024وقف اطلاق النار في حرب غزة وفي قرار اخر تبنى مجلس الامن قرار رقم 2735/2024وقف الحرب القائمة بين حماس واسرائيل فورا .
عذرا يا فلسطين مجموعة القرارت التي صدرت من مجلس الامن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية اصبحت وثائق بالية في الارشيف حبرا على ورق فلاجدوى من تلك القرارت فجميع القوانين الدولية في المنظار الاسرائيلي لاتغني ولا تسمن من جوع فالقرارت الاممية المتعلقة بالشان الفلسطيني وما يدور على الارض الفلسطنينة من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني لم تتخذ صفة الالزام الدولي القانوني وفرض العقوبات على اسرائيل واجبار تل ابيب على الالتزام بالشرعية الدولية فالقرارت كانت هشة وضعيفة للاسف الشديد ، فجميع القرارت الدولية لم يسري منها قانون واحد على الكيان الاسرائيلي منذ بداية الاحتلال 1948م فهي تخرج من رحم الامم المتحدة بصفة العاجز الغير قادر على تفعيل الدور المنوط به دوليا وعالميا، وايضا ازدواجية المعايير واختلافها في تطبيق القانون الدولي في التعامل مع بعض القضايا الدولية ،فنلمس بان بعض الدول قد طبقت عليها قوانين الامم المتحدة وبتوصية اممية شديدة اللهجة مثل ايران والسودان سوريا ....الخ ، ولكنن نجد اسرائيل بعيدة عن القانون الدولي كل البعد .
ان المدن الفلسطينية تتعرض لىسياسة التطهير العرقي وطمس الهوية الفلسطينية بشكل عام ، فاالاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى والذي يشكل لب الصراع في القضية الفلسطينية حيث ذكرت دائرة الاوقاف الاسلامية في القدس المحتلة بان 53605 مرة اقتحم المستوطنين الاسرائيليين المسجد الاقصى خلال العام المنصرم 2024 واكثر من 21الف مستوطن اقتحموا المسجد خلال الاعياد العبرية ، اما على الصعيد الديموغرافي شهدت القدس المحتلة عمليات متكررة من هدم للمنازل والمنشات الفلسطينية وعملت على اجبار البعض على هدم منزله بيده بحجة مخالفة القانون وبحسب مصادر فلسطينية فان عملية هدم المنازل التي نفذتها السلطات الاسرائيلية في عام 2024نحو 333عملية هدم ومن بينها 246عملية هدم نفذتها جرافات الاحتلال و87عملية هدم قسري بامر من الكيان الاسرائيلي ، فالمعاناة صعبة جدا بحياة الفلسطينيين انتهاكات متكررة بحقهم واعتقالات لم تفرق بين طفل وامراة فالاقتحامات مستمرة للمسجد الاقصى والهدف منها استفزاز المصلين الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص ولاشعال فتيل القتال في هذا المكان المقدس ، فالمسجد الاقصى يعتبر مركزا دينيا وروحيا وتاريخيا للعالم الاسلامي كيف لا وهو مسرى الرسول محمد علية افضل الصلاة والسلام خاتم الانبياء والرسل وهو اولى القبلتين وثالث المساجد الذي تشد له الرحال بعد المسجد الحرام وقد بناه عبدالملك بن مروان في 72للهجرة و691ميلادي ، وتبلغ مساحته 144دونم .
ان الاحتلال الاسرائيلي يحاول تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وبشتى الوسائل اللانسانية متعمدا من اجل تهجيرهم من ارضهم ولكن العبرة في الموضوع بان فلسطيني الداخل قد اخذوا العبر والدروس من الماضي كما يحصل في غزة الان فالفلسطيني يموت في ارضه مضحيا بنفسه واهله ولا يهاجر ويترك ارضة ووطنه للاسرائيلي المحتل فهم باقون في فلسطين رغم المعاناة والاعتقالات والاستيطان وهدم المنازل فوق رؤوس اهلها فهم باقون في وطنهم المحتل .
إن الدور الاردني في خضم هذه الاحداث المؤلمة لم يؤلو جهدا فكان حاضرا بقوة فكان دوره الانساني والاغاثي ظاهرا للعيان حيث قدم الاردن المساعدات والقوافل الاغاثية فالهيئة الخيرية الهاشمية تقوم بشكل مستمر بارسال عددا كبيرا من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمواد الطبية الى غزة والاشراف الماشر على وصولها بامان ،وقد عملت الحكومة الاردنية على اقامة المستشفيات الميدانية في غزة وتزويدها بكوادر طبية وتمريضية وفنية على اعلى المستويات وبكفاءة عالية وقد كانت بتوجيها واشراف صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين ، واما الجهود الدبلوماسية الاردنية كانت الدؤوبة والمستمرة والداعمة للاشقاء الفلسطينيين في الامم المتحدة فالاردن يحضى بمكانة دولية مرموقة وعلاقات دولية متينة مع المجتمع الدولي تمكنه بان يكون له كلمة في مسموعة في المجتمع الدولي والامم المتحدة .
نسال الله العلي القدير ان يعم السلام على فلسطين الحبيبة وعلى العالم اجمع وقد استعاد القانون الدولي عافيته ليقوم بدوره العظيم الذي من اجله تم وضعه بعد فشله في تفعيل دوره الكبير وتنفيذ نصوص القانون وحقن دماء الابرياء ووقف الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان .