بدأت بعد مراحل من الصبر والتحديات تتجلى الغمة عن لبنان وتتحقق لشعبه وترابه جملة من الإنجازات والانتصارات
لعل باكورة انجلاء الحالة الضبابية عن لبنان في إنتزاع سيادته التي صودرت عبر عقود مضت وتوجها في انتخاب الرئيس جوزيف خليل عون مواليد (10 كانون ثاني 1964 - ) رئيسًا للجمهورية اللبنانية الرابع عشر اعتباراً 9 كانون الثاني (يناير) 2025 ولمدة دستورية تبلغ 6 سنوات بعد جولتين متتاليتين بعد ان كان قائدا للجيش اللبناني منذ 8 آذار (مارس) 2017،
تجلى الاختيار لرئيس جمهورية لعله مختلفًا لحد كبير عن ما سبقوه في الشكل والمضمون إذ تبين حضورًا كارزميًا واضحًا دون تواجد لأدوات حوله أو وصاية خارجية ولا حتى تيارًا يحرك سفينته باتجاهات أخرى وواضح أن الرئيس الجديد يؤمن بأن لبنان من " عُمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم" وان الاختلاف حالة صحية لكن اللبنانيين عند الشدة يحتضنون بعضهم واذا انكسر أحدهم انكسر الجميع وتعهد بأن يكون الخادم الأول للميثاق الوطني ولمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تحت سقف القانون والقضاء، ولا حصانات لـ«مجرم» أو «فاسد» ولا وجود لـ«المافيات» ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال.
وهنا نجد بوضوح انفكاك هذا العهد مما سبق من تبعات حزبية او طائفية وحتى ارتباطات خارجية لدول أو أنظمة ساهمت في الحاق اكبر الاذى في مكانة الدولة اللبنانية برمتها لان قرارها كانت مرتهنًا وتحت وصايات متعددة تسبب فيها اصحاب المحاصصات وتجار ووسطاء وسماسرة،
المحور الثاني لانتصار لبنان جاء بعد زيارة رئيس حكومته إلى الجمهورية العربية السورية وما تمخضت عنه من عدد من التوصيات أهمها حماية الحدود بين البلدين التي تصل إلى 370 كيلومتر تتضمن عشرات المنافذ غير المشروعة التي تم استخدامها للتهريب في الأسلحة والمواد المخدرة وحتى الاتجار بالبشر بالإضافة إلى عمليات تسوية لعدد من الاتفاقيات الجائرة بين البلدين والتي كانت نتيجة للاستعلاء والغطرسة والتحكم من قبل النظام السوري البائد والذي ترك جروحًا ليس من السهل أن تندمل في الجسم اللباني اجتماعيا ً واقتصاديا ً عبر أزلامه من الجانبين ممن عاثوا فسادا ً في الشأن اللبناني وصل إلى سلب أرواح قياداته ومثقفيه ومفكريه وصحفييه وكُتابه وأحراره،
الموضوع الثالث من سلسلة انتصارات لبنان تلخص في ملامح إزاحة كابوس مصادرة سيادة الدولة على ترابها الوطني وانها الجهة المخولة في امتلاك السلاح ولا يجب ان ينافسها حزب او جهة مهما كانت لغة خطابه او ادعاءاته وسطوته وخطورة ارتباطاته الاقليمية والدولية،