علعال ، بلدة الزيت الذي لا يضاهى " رقّت وقد عَلِمت بموضع حُسنِها فأتتك تمشي مشيت الخُيلاءِ " .
ما بين آل آل وبين عال العال ولدت علعال على هضبة غنّاء احيطت بالسهول الزراعية من كل الجهات ؛ تبدو كجزيرة وسط بحر من الاشجار ، حيث :
" الفضاء الرحب مبسوط المدى والهواء الطلق رفافُ الذيولِ
حيث نور الشمس في آصالها كسنا القبلة في الخد الاسيلِ
والسنا الشفاف في اجوائها لوحة كبرى من الفن الاصيلِ
والثرى النائم في اجفانها يوقظ القلب ويوحي للعقولِ
انا احيا فيك طيفا وشذى وندى في ظل واديك العليلِ " .
علعال صوفية العشق حورانية الهوى ، تاريخها يشرب من ارث عتيق ادومي واغريقي وروماني وغساني واسلامي ، فتحت ذراعيها طواعية لجيش شرحبيل ولا زالت سنابك خيول الفتح في اليرموك تثير غبار النقع في سهولها كلما رفرفرت رايات الوحدة ،" في جذورك اسرار لا تقبل البوح ، وبين اغصانك اعراس النصر ، وفي حفيف اوراقك اغصان عز ، وفي براعمك صيحات بطولة " .
عجبت لبلاد فيها زيتون حوران وزيت علعال الذي لا يضاهى ويئتدمون من زيت قرطاج وزيوت القوط وزيتون الاغريق ، فالزيت عمود البيت ويبعد كل شر ، واول ابواب الشر فتح باب الاستيراد لقتل المنتج الوطني .
علعال ؛ تمتد من الفقارة والقوسة الى الشودري ومن عين السكر الى الخلة والجيعة وقمصون ؛ ذُكِر في مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع ان علعال جبل مشرف على السلع من الشام بين العقد وجبال الشراة وقيل ان علعال جبل بالشام مشرف على البثنية بين الغور وجبال الشراة ، وهي لا هذه ولا تلك وانما مزيونة من مزيونات سهل حوران بين اربد واليرموك تطل على وادي الشلالة العابر للقرى العذية ، " هنا .. هنا ... في ظل زيتونتي ، في ضفة الوادي ، بسفح الجبل ، اصغي الى الكون ولمّا تزل آياته تروي حديث الازل " .
العلعال في اللغة : ذكر القنابر ، وعَلُ: ظرف بمعنى فوق ، علّ : شرب ثانية تباعا ، شرب عللا : شرب ثانية او تباعا ، علّل الشيء : بين علته واثبته بالدليل ، ويعلول : البعير ذو السنامتين ، واليعلول : الغدير الابيض وهو ايضا السحاب .
وفي الاسطورة العُمانية : ان العلعال طائر ذكي جدا يأتي ببشائر الخير ، والعلعال عندهم هو فرخ طائر القبرة .
وعلعال في الجغرافيا بلدة بين الرمثا واربد ؛ يحدها من الشرق الشجرة والمغير ومن الغرب ابو اللوقس وحريما ومن الجنوب مرو ومن الشمال خرجا .