أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أن الأردن قادر على مواجهة كل التحديات التي يتواجهه بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وحنكته السياسية، ووعي الشعب الأردني ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة.
وقال، إن الأردن تمكن ومع دخول مئويته الثانية؛ من تحقيق إنجازات كبيرة عبر مسيرته الخالدة في المجالات كافة، والحفاظ على ديمومة الدولة الأردنية قوية وراسخة، رغم الصراعات والتحديات التي تعيشها المنطقة.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الاثنين في دارة العين مصطفى البزايعة بمحافظة معان، عددا من ممثلي الفعاليات الشعبية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، بحضور مساعدي رئيس مجلس الأعيان ورؤساء اللجان في المجلس، وذلك في إطار حرص مجلس الأعيان على التواصل مع أبناء الوطن في مختلف المحافظات، للحوار حول مختلف التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الأردن، وأهمية تمتين وتعزيز الجبهة الوطنية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية.
وعرض الفايز لمراحل نشأة الدولة الأردنية والتحديات التي واجهتها منذ التأسيس، ودور القيادة الهاشمية والزعامات العشائرية والقبلية في بناء الأردن ومؤسساته، وقال إن سر قوة ومنعة الأردن واستقراره الأمني والسياسي؛ هو حكمة وسياسة جلالة الملك الذي يمثل صمام الأمان الأول للأردن، وعنوان عزتنا وكرامتنا، إلى جانب قوة تماسك نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية والتي مكنتنا من مواصلة المحافظة على أمننا واستقرارنا في ظل التحديات و الظروف المحيطة بنا.
وأشار الفايز الى أنه وفي عهد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، واجه الاردن تحديات سياسية وأمنية داخلية وخارجية صعبة؛ وقد تمكن من تجاوز هذه التحديات، واستمر قويا عزيزا، واستطاع جلالته بناء الاردن الحديث، وفشلت محاولات العبث بأمن الوطن واستقراره، واستمر الاردن والعرش الهاشمي أكثر رسوخا ومنعة، وآمن الاردنيون جميعا بأن العرش الهاشمي هو صمام الأمان لهم وللأردن.
وعرض رئيس مجلس الاعيان للتحديات التي واجهت الأردن منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، مشيرا إلى التحديات الداخلية والخارجية والتي تمثلت في الأزمة الاقتصادية الصعبة بسبب الأوضاع الراهنة في المنطقة، وارتفاع نسب البطالة والفقر، وتداعيات احتلال العراق والربيع العربي، وانقطاع الغاز المصري والنفط العراقي، إضافة الى تداعيات اللجوء السوري، وانتشار الارهاب والتطرف، وتهريب المخدرات عبر حدودنا الشمالية، وتداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الاوكرانية وتأثيراتها على أسعار السلع الطاقة.
وأضاف، إن الأردن وبسبب موقعه الجيوسياسي والأوضاع الراهنة في المنطقة، يواجه تحديات سياسية وامنية يتصدى لها بقوة، وتتمثل هذه التحديات بسياسات دولة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية والعدوانية، وسعيها المحموم لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية على حساب الاردن، إضافة الى حربها البشعة والاجرامية على الشعب الفلسطيني، في ظل سيطرة اليمين اليهودي الديني على القرار في دولة الاحتلال.
وأشار الى ما ينشر في بعض وسائل الإعلام الغربية حول اعادة طرح صفقة قرن جديدة بهدف حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، مشيرا الى ان هذا الامر بالغ الأهمية لما يحمله من تخوفات مشروعة على الوطن، إذ لا احد يعرف طبيعة هذه الصفقة وما تحمله الإدارة الاميركية الجديدة من مشاريع لتسوية أزمات المنطقة، لكن الذي يجب ان يعرفه الجميع ؛ ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لن يتخلى عن ثوابته الوطنية، فالاردن هو الاردن، وفلسطين هي فلسطين، ولاءات جلالة الملك واضحة "لا للوطن البديل، ولا للتوطين، والقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية خط احمر".
وأكد أن الاردن لن يفرط بحقوقه وثوابته الوطنية، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم، وسيستمر بدعم ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني، والتصدي لسياسات إسرائيل العدوانية، ومحاولاتها تهجير الفلسطينيين قسرا، مبينا ان هذه هي ثوابت الأردن التي لن يقبل التنازل عنها، مهما كانت الضغوطات وارتفعت الأثمان.
وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني يدرك اخطار التحديات التي تواجه الأردن، ويعمل على معالجتها بحكمته وحنكته السياسية، لذا فإن عهد جلالته، بدأ بمرحلة جديدة من البناء والإنجاز تمثلت بإجراء اصلاحات شاملة، بأبعادها السياسية والاقتصادية والادارية، بهدف تعزيز المسيرة الديمقراطية وتحقيق النموذج الديمقراطي، الذي يمكننا من الوصول للحكومات البرلمانية البرامجية، وتعزيز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وتمكين المرأة والشباب في عملية البناء والتنمية.
وقال الفايز، إن جلالة الملك لم تغب عنه يوما، التحديات الاقتصادية التي تواجه الوطن، والاوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، لهذا طرح جلالته رؤيته الشاملة للتحديث الاقتصادي، بهدف اجراء اصلاحات جوهرية على هذا القطاع ، تنعكس على حياة المواطنين المعيشية، وتكون لدينا القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية ، والحد من مشكلتي الفقر والبطالة ، وايجاد البيئة الاستثمارية الجاذية ، والتخلص من البيروقراطية والترهل الإداري.
وفي اطار الجهود المبذولة لتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للمواطنين، قال الفايز إنني متفاؤل بالجهود التي يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، من خلال اتخاذه العديد من القرارات التي تسهل الخدمات وتشجع الاستثمار، ومن خلال عقد جلسات مجلس الوزراء في المحافظات، وتواصله الميداني مع المواطنين، للوقف على قضاياهم واحتياجاتهم ومطالبهم.
وأكد رئيس مجلس الاعيان أن قيادتنا الهاشمية على مسافة واحدة من الجميع ولم تعرف عبر تاريخها المشرف لغة العنف، ولم تمارس البطش والقتل، وحافظت على الوطن ونذرت نفسها لخدمته وعزته وشموخه، قيادة هاشمية لم تفرط بكرامة مواطن، أو على موقف عروبي؛ فجلالة الملك يؤكد بأن حرية المواطن وكرامته وحقوقه مصونة، لا يمكن قبول التفريط بها مهما كانت الاسباب والمبررات، وجلالته هو الضامن لهذه الحقوق ، والحامي لدستورنا الذي كفل هذه الحقوق.
وأشار إلى أن الاردن بقيادته الهاشمية صاحبة الشرعية الدينية والتاريخية، نذر نفسه لخدمة أمته ونصرة قضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأن الأردن عبر تاريخه لم تشهر قيادته الهاشمية السيف بوجه اخ عربي ، بل إن دماء ابنائه الطاهرة الزكية، روت كل بقاع وطننا العربي من محيطه الى خليجه ، دفاعا عن عروبتنا وقدسنا واقصانا ، وعن قيم الحرية والعدالة والكرامة والعزة.
وأوضح الفايز أنه وفي ظل العدوان الهمجي الذي تشنه دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، كان جلالة الملك ولا يزال في طليعة من تصدى لهذا العدوان البربري، وطالب بمحاسبة اسرائيل على جرائمها، وجلالته اول من كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فمنذ العدوان على قطاع غزة، لم تتوقف قوافل الخير الهاشمية والمساعدات الانسانية والطبية، كما ان الاردن الدولة الوحيدة التي لها مستشفيات ميدانية في قطاع غزه والعديد من المدن الفلسطينية.
وقال الفايز اننا ندرك جميعا بأن هناك ملفات مطروحة الساحة على الوطنية، وتدور حولها نقاشات تحمل وجهات نظر مختلفة، لكن الحوار حولها لا يكون عبر الشارع واصدار البيانات، فعلينا دائما أن نحتكم الى المنطق والحكمة والعقلانية في حواراتنا، وان نعزز الحوار المسؤول والهادف، بعيدا عن التعصب والعنف واللامبالاة، وان نأخذ بالاعتبار عند نقاش هذه الملفات مصالح الاردن وواقعه الاقتصادي والجيوسياسي والتحديات التي تواجهه ، بعيدا عن اية حسابات جانبية أو مصلحية.
ودعا الفايز الى الوقوف بجانب الوطن ومصالحه وقيادته الهاشمية الحكيمة، والتصدي لأية محاولات تستهدف امننا واستقرارنا، ففي هذه الظروف والأردن يخوض معركة الدفاع عن الثوابت الاردنية والفلسطينية، علينا أن نكون صفا واحدا خلف جلالة الملك، وان يكون ايماننا راسخا ومطلقا بأن أمن الأردن واستقراره مسؤولية الجميع. " .
كما دعا الى الاندماج في عملية العطاء للوطن، والإخلاص له بالعمل والقول، وتكريس معاني الانتماء الحقيقي للثرى الاردني الهاشمي، وان يعمل الجميع بتشاركية ويدا بيد، مهما كانت توجهاتنا أو رغباتنا من أجل تجاوز تحدياتنا، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، والحفاظ على المنجزات التي تحققت والبناء عليها.
وأكد الفايز أن مؤسسات المجتمع المدني المختلفة، خاصة الاحزاب والنقابات المهنية ووسائل الاعلام، بيوت خبرة وتقع عليها مسؤولية وطنية كبيرة تجاه العمل مع مختلف الجهات المعنية للتصدي لمختلف الازمات والتحديات التي تعترضنا، داعيا إياها الى تقديم برامج واقعية وحلول عملية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية وأن لا تكتفي بالبيانات فقط.
وأشار إلى أهمية الحفاظ على إرث الآباء والاجداد، وكل منجز وطني تحقق بالتضحية والجهد، مؤكدا ضرورة المحافظة على وحدة النسيج الاجتماعي وتماسكه لنواصل مسيرة الوطن في مئويته الثانية ونحن اكثر منعة وقوة، فالأردن المستقر الموحد القوي سياسيا، والمزدهر اقتصاديا، وصاحب الدور الفاعل إقليميا ودوليا، هو هدف جلالة الملك على الدوام.
من جهتهم ثمن الحضور حرص جلالة الملك على تحقيق المسارات الإصلاحية ودعم القضية الفلسطينية وأبناء غزة، وتزويدهم بكافة المساعدات الغذائية والطبية، مؤكدين عمق ولائهم وانتمائهم للعرش الهاشمي والقيادة الهاشمية الحكيمة.