نظم المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية امس الاثنين الاجتماع الأول للجنة التوجيهية الوطنية لحوكمة البيانات الصحية وتحديثها، بالشراكة مع وزارتي الصحة، والتخطيط والتعاون الدولي، وممثلين عن الجهات ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص ومؤسسات ومنظمات اقليمية ودولية.
وقال رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي، إن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لبناء نظام صحي أكثر فعالية وشمولية، يعتمد على البيانات كأساس لصنع القرارات وتحسين جودة الخدمات الصحية.
وأوضح ان هذه اللجنة ليست مجموعة عمل فقط بل منصة استراتيجية لتوجيه المشاريع المتعلقة بالبيانات الصحية نحو تحقيق الأهداف الوطنية وبما يشمل إنشاء إطار حوكمة شامل لتنظيم إدارة البيانات على المستوى الوطني وتحديد معايير موحدة لبيانات الصحة لضمان التكامل والتناسق بين القطاعات وتعزيز التشغيل البيني بين الأنظمة الصحية المختلفة لضمان تبادل البيانات بسهولة وكفاءة.
وأشار الى ان المركز أجرى مسحا شاملا لتقييم أنظمة الرصد والمختبرات على المستوى الوطني شمل جميع القطاعات كجزء من الجهود المتواصلة لتعزيز النظام الصحي في الأردن، حيث اعتمدت هذه العملية على منهجية علمية دقيقة.
ولفت الى أن البيانات الصحية ليست مجرد أرقام جامدة؛ بل هي المحرك الأساسي لتحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز كفاءة الموارد.
وأوضح أنه مع تزايد التحديات الصحية وتنوع الأنظمة المستخدمة، أصبح من الضروري إنشاء إطار عمل موحد لحوكمة البيانات، ومن هنا برزت أهمية تشكيل هذه اللجنة التوجيهية على المستوى الوطني، بأهدافها ودورها المحوري.
وقال مدير مديرية التحول الالكتروني وتكنولوجيا المعلومات بوزارة الصحة المهندس محمود صالح، ان الوزارة عملت على تنفيذ مشاريع رائدة تهدف الى تحسين ادارة البيانات الصحية منها إعداد استراتيجية الوزارة للاعوام (2023-2025) لتوفير منظومة صحية متكاملة تعزز صحة الفرد والمجتمع، وكذلك اعداد المسودة النهائية للاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية التي حددت 10 اهداف تسعى الوزارة لتحقيقها خلال الاعوام القادمة لدعم وتوفير خدمات صحية اكثر امانا وعدالة.
واضاف، ان من ضمن المشاريع انشاء نظام ادارة سلاسل التوريد والذي يهدف الى تطوير وتحسين ادارة المخزون الطبي من خلال تفعيل الادوات الرقمية، وكذلك آليات التتبع والتوثيق الكامل، بالاضافة الى التنبؤ الذكي للطلب بدعم من الذكاء الاصطناعي.
وبين صالح ان الوزارة مستمرة بجهودها في هذا المجال بهدف بناء انظمة صحية مرنة وقادرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية، مبينا ان الاستثمار في تحسين جودة البيانات الصحية وادارتها ليس مجرد هدف مرحلي بل هو التزام استراتيجي لتحقيق نظام صحي اقوى واكثر كفاءة واستدامة.
وقدمت مدير تكنولوجيا ونظم المعلومات في المركز الوطني لمكافحة الاوبئة والامراض السارية المهندسة فاطمة حماد عرضا تقديميا لأهم مشاريع الصحة الرقمية على المستوى الوطني التي ينفذها المركز من بينها إنشاء مستودع بيانات وطني شامل للصحة العامة، وتطوير نظام رصد وطني متكامل يربط بين مختلف القطاعات.
وأشارت الى اهم نتائج الدراسة التي نفذها المركز لمسح وتقييم انظمة الرصد والمختبرات في المملكة، مبينة ان تشكيل هذه اللجنة على المستوي الوطني جاء تنفيذا لتوصيات الدراسة التي نفذها المركز والتي ستعمل علي حوكمة البيانات الصحية وتحديد معايير للبيانات الصحية بالاضافة الى ضمان جودة البيانات ونزاهتها وبناء اطار عمل مرن لاستخدام بيانات الصحة لدعم اتخاذ القرارات المستندة الى البيانات.
يشار الى أن هذه اللجنة والتي يترأسها المركز تأتي ضمن الأنشطة المنفذة تحت برنامج الحكومة الرقمية لخدمة المواطنين والموجه نحو النتائج، الذي أُطلق في حزيران 2024 والذي يهدف إلى تحسين تقديم الخدمات للمواطنين، وتعزيز فعالية الحكومة، وزيادة الشفافية والمساءلة من خلال التحول الرقمي.