أما وقد وضعت الحرب اوزارها على اهلنا الصامدين في غزة ، وهذا القتل والدمار والابادة الجماعية ، وبعد سماع خطاب السيد خليل الحية رئيس حركة حماس ، أود القول
في ظل الحرب الشرسة التي شهدها قطاع غزة، ورغم الألم والوجع الذي أصاب الجميع، برز الأردن كرمز للتضامن والدعم الصادق مع الشعب الفلسطيني. فقد قدم الأردن، قيادةً وشعبًا، نموذجًا حيًا للأخوة الحقيقية، حيث تجلى دعمه لغزة في مواقف إنسانية ودبلوماسية راسخة، تؤكد عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين.
المستشفى الميداني.. يد الأردن الطبية تمتد لغزة
كان المستشفى الميداني الأردني واحدًا من أولى مظاهر الدعم العاجل التي قدمها الأردن لأهل غزة. تم تجهيزه بأحدث المعدات الطبية والكوادر المؤهلة لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين، وسط ظروف إنسانية صعبة. لم تكن هذه المبادرة مجرد مساعدة مؤقتة، بل استمرت لتخفيف العبء عن النظام الصحي المرهق في القطاع، ووفرت نافذة أمل وسط الألم.
إنزالات الإغاثة.. غذاء ودواء لرفع المعاناة
على الجانب الإنساني، لم يتوقف الدعم الأردني عند المستشفى الميداني، بل شهد القطاع تواصلًا مستمرًا في إرسال المساعدات الغذائية والدوائية. قام الأردن بتنظيم إنزالات جوية لإيصال الإغاثة الضرورية، في محاولة للتخفيف عن أهل غزة في مواجهة الجوع والحصار، ما يعكس التزامًا أصيلًا بالتضامن مع الفلسطينيين.
دبلوماسية نشطة.. صوت الأردن لأجل فلسطين
إلى جانب الدعم الميداني، كان الدور الدبلوماسي الأردني بارزًا في نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم. بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تحركت الدبلوماسية الأردنية بقوة، مطالبةً بوقف العدوان الإسرائيلي وحماية المدنيين، ومؤكدةً أن القضية الفلسطينية هي جوهر الاستقرار في المنطقة، ولا يمكن تحقيق السلام دون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
دماء أردنية في غزة.. الشهيد ماهر حجازي
لم يقتصر العطاء الأردني على الدعم الإنساني والسياسي، بل امتزج بتضحيات غالية. الشهيد ماهر حجازي من مدينة معان قدم حياته فداءً لفلسطين، ليكون شاهدًا على عمق العلاقة بين الشعبين. هذه التضحية تمثل رمزًا من رموز الأخوة الحقيقية بين الأردن وفلسطين، وتؤكد أن ما يؤلم غزة يهز قلوب الأردنيين.
عرفان وتقدير للأردن
الشكر أولاً للأردن، الذي لم يتوانَ عن الوقوف مع غزة في أحلك الظروف.
إن صمود غزة كان أسطوريًا، ولكنه لم يكن ليكتمل دون تكاتف الأشقاء، وعلى رأسهم الأردن. ستظل مواقف الأردن محفورة في ذاكرة كل فلسطيني، تُجسد معاني العطاء والإخاء، وتؤكد أن ما يجمع بين الشعبين أكثر من حدود جغرافية، بل هو مصير مشترك وروح واحدة تنبض بالأمل والتضحية.