في أول تعليق لها، أكدت حركة حماس، اليوم الإثنين، أن عملية تبادل الأسرى والمحتجزين مع إسرائيل ضمن المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة، أظهرت فارقًا كبيرًا بين قيم وأخلاق المقاومة وبين "همجية وفاشية" الاحتلال.
وجاء في بيان الحركة: "أظهرت صور تسليم أسيرات العدو الثلاث، وهنَّ بكامل صحتهنَّ الجسدية والنفسية، بينما بدت على أسرانا وأسيراتنا آثار الإهمال والإنهاك؛ ما يُجسّد الفارق الكبير بين قيم وأخلاق المقاومة وبين همجية وفاشية الاحتلال".
الالتفاف الجماهيري
وقالت الحركة: ""نبارك لشعبنا وأمتنا وأحرار العالم، تحرير الدفعة الأولى من أسيراتنا وأسرانا من سجون الاحتلال، ضمن صفقة طوفان الأحرار المتواصلة".
وأشارت إلى أن "مشاهد فرح أبناء شعبنا وهم يرفعون شارات النّصر، أثناء استقبال الأسرى، تؤكد الالتفاف الجماهيري حول المقاومة، ويبرز مكانتها الراسخة في وجدانهم".
وأمس الأحد، أطلقت حماس سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات، فيما أفرج الاحتلال عن 90 من الأسرى الفلسطينيين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب التي استمرت 15 شهرا ودمرت قطاع غزة وأشعلت الشرق الأوسط.
وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجًا مع وصول الحافلات التي تقل الأسرى المحررين إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث كان الآلاف في انتظارهم. والأسرى الذين أطلق سراحهم هم 69 امرأة و21 فتى من الضفة الغربية والقدس.
وفي تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين في ساحة أمام مقر وزارة الدفاع، وأجهش البعض بالبكاء أثناء متابعة بث مباشر من غزة يظهر المحتجزات الثلاث وهن يركبن سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وقد أحاط بهن عناصر من حماس.
وقال جيش الاحتلال إن "رومي جونين" و"دورون شطنبر خير "و"إميلي داماري" قد عُدن إلى إسرائيل، ونشر مقطعًا مصورًا يظهرن فيه في صحة جيدة.
اتفاق وقف إطلاق النار
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، أمس الأحد، عند الساعة 11:15 صباحًا بالتوقيت المحلي، بعد نحو 3 ساعات من التأخير قصفت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية قطاع غزة.
وتنص المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر ستة أسابيع على وقف القتال وإرسال المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح 33 من أصل 98 محتجزًا من الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين هناك وذلك مقابل إطلاق سراح ألفي فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
كما يقضي الاتفاق بالسماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة يوميا خلال المرحلة الأولى بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود. وستسلم نصف شاحنات الإغاثة البالغ عددها 600 شاحنة إلى شمال غزة، حيث حذر الخبراء من أن المجاعة وشيكة.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بالهدنة التي استعصت على الدبلوماسية الأميركية لأكثر من عام. وقال في آخر يوم له بالبيت الأبيض «اليوم صمتت البنادق في غزة».
وأضاف "كان طريقًا طويلًا، لكننا وصلنا إلى هذه النقطة اليوم بسبب ضغوط إسرائيل على حماس بدعم من الولايات المتحدة".
وبعد 471 يومًا من الحرب، جددت الهدنة الأمل لنحو 2.3 مليون شخص في غزة نزح أغلبهم عدة مرات. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن استشهاد 46913 فلسطينيًا، بالإضافة إلى 110750 مصابًا، في حصيلة غير نهائية.
ومن المتوقع ارتفاع حصيلة الشهداء، مع استمرار عمليات الدفاع المدني في البحث تحت الأنقاض والركام، حيث لا يزال هناك عدد كبير من المفقودين.