عند الحديث عن دور القائد الجامعي في تحقيق التميز والابتكار ونشر ثقافة التميز وثقافة التغيير والإبداع والإصلاح والتمكين علينا أن نستحضر قادة الفكر والمعرفة صناع المستقبل من رؤساء الجامعات التي تهدف لغرس الوعي بين أبناء المجتمع من خلال تخريج إفواج متسلحين بالعلم والمعرفة والقيم الإنسانية عالية السقف في قيمتها وفوائدها الثقافية والحضارية والأدبية والسلوكية عميقة الأثر والتأثير في تغير السلوك نحو الاتجاه السليم في بناء العقول والأفكار وتطوير الأداء المؤسسي في المجتمع لبناء منظومة فكرية إبداعية تساعد على إقامة مرتكزات النهضة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكيف مع متطلبات العصر التي تلبي طموحات كافة شرائح المجتمع.. هذه المعاني نقرأها في إطروحات ورؤى القادة الجامعيين الذين يتولون مسؤولية إدارة الجامعات، فرئيس ليس مجرد مدير يدير العمليات التنفيذية ، ولا رئيس يضع الرؤى من برج عاجي، بل هو قائد يمسك بدفة السفينة في بحر مليء بالأمواج المتلاطمة للوصول لبر الأمان، حيث تظهر براعته وقوته في قدرته على توجيه فريق العمل الأكاديمي والأداري نحو هدف مشترك، مع خلق بيئة أكاديمية تسودها الحرية، الإبداع، والمسؤولية،والشفافية والنزاهة والاحترام . إن مؤسسات التعليم العالي التي تسعى إلى البقاء والريادة تحتاج إلى قادة استثنائيين يرسمون المستقبل، ويقودون بجرأة وحكمة ومسؤولية المؤسسات التعليمية والتربوية والادارية ذات الأهداف النهضوية والتنموية في التنوير ونشر قيم الوعي للأرتقاء بالمجتمعات لتكون ضمن رواد نوادي الكبار في المعرفة العلمية والأكتشافات والاختراعات التي تعتبر إضافة على خارطة الإنجازات الحضارية ، لتصبح جامعاتهم منارات علمية وفكرية في عالم متغير لا يبقى فيها إلا الأقوياء ومن يمتلك أدوات المعرفة...
ويأتي أهمية ودور القائد الجامعي في توجيه الجامعة نحو تحقيق التميز والابتكار، حيث يقوم القائد الجامعي بتحديد الرؤية ووضع الخطط الاستراتيجية التي تضع الجامعة في المسار الصحيح وتنافس الجامعات الكبرى في التميز والإبداع والإنجاز الثقافي الذي يعد أحد المعايير في تقيم الجامعات.... كما يعتبر القائد الجامعي محفزاً للابداع والبحث العلمي، ويسعى جاهداً لتعزيز الشفافية والنزاهة داخل البيئة الأكاديمية. بالإضافة إلى دوره في بناء ثقافة المسؤولية والاحترام، مما يؤدي إلى تحقيق الريادة الأكاديمية والمساهمة في التطور المستقبلي للجامعة والمجتمع بشكل عام.
فمفهوم القيادة الجامعية المؤثرة هي التي تملك
الرؤية والرسالة ولديها القدرة على تحديد الأهداف والاستراتيجيات وآليات بناء بيئة تعليمية متميزة تعزيز الحرية الأكاديمية وتحفيز الإبداع والبحث العلمي، كما أن من الادوار المهمه للقادة العظام،
تشجيع الإبداع والبحث العلمي وتعزيز الشفافية والنزاهة
في البيئة الأكاديمية، وثقافة المسؤولية والاحترام لتحقيق التميز والريادة الأكاديمية
لمواجهة التحديات وخلق فرص نجاح لمواكبة التغيرات والمستجدات العلمية في صناعة الوعي الفكري والثقافي في المجتمع لان اي مجتمع يكبر ويتمدد متى توفرت القيادات العليا في صناعة التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير لتحقيق الأهداف النهضوية والتنموية ورواد هذه النوافذ الفكرية الإصلاحية هم رواد الفضاء المعرفي وهم قادة المشهد الثقافي في طليعتهم رؤساء الجامعات والأساتذة من أهل الفكر والمعرفة والإبداع والريادة الذين يعملوا وينحزوا لتكون شمس المعرفة ساطعة في مجتمعاتهم... هكذا نقرأ ونعرف قيمة القادة التربويين وأهل الثقافي كأحد مقومات صناعة وبناء المجتمع المعرفي القوي بقادته المتعلمين وأصحاب المواقف العظيمة والحكمة في بناء الإنسان....