في قلب المشروع النهضوي الأردني، تتجلى رؤية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للإعلام كدعوة سامية للارتقاء به إلى مصاف المكانة التي تليق بالأردن: إرثه العريق، وحاضره الواعد، ومستقبله الطموح، وهي بحق رؤية تنظر إلى الإعلام كقوة ناعمة قادرة على تشكيل الوعي، ورسم صورة مشرفة ومشرقة للأردن، وإعلاء شأن المواطن، وحمل همومه وتطلعاته.
يقف الإعلام الأردني اليوم على أعتاب فرصة تاريخية ليكون نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، مستندًا إلى إرث مهني صنعه رواد الإعلام الأردنيون، ومسنودًا برؤية ملكية سامية تؤمن بأن الإعلام ليس مجرد ناقل للأخبار، بل شريك أساسي ومهم في بناء الدولة وصناعة المستقبل.
نعم سيدي ولي العهد، نحن بحاجة إلى إعلام يكون مرآة حقيقية للأمة وصوتًا حيًا لآمالها وآلامها؛ إعلام يحمل في طياته العزم على مواصلة ومواكبة الإصلاح والبناء، لا التشهير والهدم والذم؛ إعلام يقدم الحقيقة دون مواربة، ويؤشر على الخلل بهدف الإصلاح والتقويم، لا بهدف التجريح والانتقام.
إن رؤية ولي العهد للإعلام تتجاوز حدود المألوف، فهي دعوة إلى إعلام شجاع ومبادر، يضع الوطن نصب عينيه، ويحمل قضاياه بكل أمانة وإخلاص، فدور الإعلام يتخطى نقل الأحداث كما هي، ليكون سباقًا في استشراف التحديات ورسم الحلول بحرفية ومهنية عالية، لذا يجب أن يقف بثبات على أرضية القوانين الوطنية والدستور، بعيدًا عن الإملاءات والفوضى، ليكون قوة بناء لا هدم؛ إعلام يخدم الدولة والمجتمع، ويتجلى كسند قوي للوطن، يعزز وحدته ويرفع من مكانته، متجنبًا أن يصبح عبئًا على مؤسساته أو حجر عثرة في طريقها.
نطمح إلى إعلام مستنير يستشرف المستقبل بعين الأمل، يستلهم العبر من دروس التاريخ بحكمة ووعي، ويتسلح بأدوات العصر من المعرفة والتكنولوجيا، ليضع أسسًا متينة لغدٍ مشرق يحمل للأجيال القادمة فرصًا أكبر وآفاقًا أوسع نحو التقدم والازدهار، فالدور الحيوي للإعلام يتطلب أن يكون قريبًا من هموم الشعب، حاملًا لتطلعاته، ومستجيبًا لتحدياته. لكن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى استعادة ثقة الجمهور، وهي معركة لا تُخاض بالشعارات، بل بالعمل الدؤوب على:
•تعزيز المهنية: من خلال تدريب الكوادر الإعلامية وتأهيلها لتقديم محتوى راقٍ وهادف.
•الالتزام بالمصداقية: لبناء جسور الثقة بين الإعلام والجمهور، وتقديم خطاب يرتقي بالوعي العام.
إن الإعلام الأردني في رؤية ولي العهد ليس مجرد مهنة، بل رسالة سامية تستلهم قوتها من عزم أبناء الوطن الأوفياء، كما إنه إعلام يتنفس عزة الوطن وكرامته، ويُصاغ على هدي الدستور وقوانين الدولة، ليكون قوة ناعمة تحمي الوطن من التحديات وترفع رايته عاليًا.
بقي أن أقول إن رؤية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله، للإعلام، هي دعوة لنا جميعًا للتجديد والتفكير خارج الصندوق، ولإعادة صياغة الإعلام الأردني ليكون قوة حضارية تُسهم في نهضة الوطن، ودافعًا لعهد جديد من الإبداع والعطاء؛ عهد يُعلي من شأن الوطن، ويكتب اسمه بحروف من نور على خارطة الإعلام العالمي.