الحدث زيارة الملك إلى دير علا لتسليم 400 وحدة سكنية إلى مستحقيها من الأسر الفقيرة ، ضمن مشروع المبادرات الملكية ، الزيارة هي امتداد لجولات و زيارات جلالته التفقدية لأبناء شعبه الاردني الوفي و ربعه و عشيرته الأردنية الواحدة سنده و عمقه و دعامة عرشه الهاشمي الحقيقية.
الملك لم ينتظر أن يأتيه أحدا بمقص على المخدة المخملية ليقطع شريط افتتاح مجمع الوحد السكنية ، كما المعمول به أو المتعارف عليه في البروتوكولات الرسمية ، بل كانت في انتظاره فلحة العلاقمة تلك الام الأردنية العفيفة الكريمة على بوابة وحدتها السكنية التي سلمها إياها الملك و انتظر ليطمئن عليها و تستقبله بيدين نحيلتين ضعيفتين و تعانقه و تطبع قبلة على جبينه و تهمس بأذنه (شكرا ابا الحسين و يرزقك هداة البال و ستيرة الحال و بركة العيال ) و كيف لا و هو الذي زارها سابقا و وعدها بأنه سيعود ليزورها في بيتها معززة مكرمة هي و بناتها، و عندما بادرت إلى دعوته بالتفضل للدخول بادرها بدفعة رقيقة بيده ليقدمها أمامه ويقول لها : لا يجوز هذا بيتك ، في رسالة ما انا إلا سندك و سند كل اردني في هذا الوطن الذي لأجله نذرني الحسين بن طلال رحمه الله تعالى لخدمته و الحفاظ عليه وأمانة حملتها على كتفي .
لحظات عفوية و حركة تلقائية عاشها و أظهرها الملك تلك التي دارت أمام بيت فلحة هي الأقرب و الأحب إلى نفسه ، لا يظهرها في العادة و هو في ساحات المناورة العسكرية الميدانية حيث صرامة الملامح و عين الصقر الجارح الحمرا ، بالرغم أنه بين اخوانه و ابنائه من رفاق السلاح و حالة أخرى عندما يكون يتكلم من فوق المنابر السياسية و ما يبديه من علامات الجدية الصريحة الجلية في الخطاب حيث الدقة في اللغة و استخدام المفردات و التعابير الواضحة ، أما أمام فلحة لا يستطيع إلا أن يترك نفسه و يفجر الحجم الكبير و الكم الهائل من المشاعر والعاطفة الجياشة الطبيعية المتدفقة من ينابيع الإنسانية النابعة من قلبه من اواسط أضلاعه الصلبة التي لا يمكن أن يمنع جريان أو سيلان تعابيرها من مجرى عينيه أو صميم وجدانه و ضميره أو عبارات لسانه و إشارات الفرح و السرور دون تكلف أو تصنع أو غرور ، و لا يظهرها الا صاحب خلق رفيع و نفس عظيمة متواضعه و فكر متسامح .
كل ما رسمناه أعلاه من صورة اللفتة الإنسانية عن لقاء الملك للسيدة فلحة يدعونا و يذكرنا بنهج ادارة الديوان الملكي الهاشمي الاردني العامر حاليا هذه الأيام ولا يمكن أن ننساه ، الذي اشع و أشاع الدفء عبر سياسية الباب المفتوح و انتهج فتح قنوات الاتصال من خلال إقامة اللقاءات و إدارة النقاش السياسي و الاجتماعي الثري مع شتى المشارب الفكرية والسياسة و الاجتماعية الأردنية.
رئيس الديوان الملكي الأردني الهاشمي العامر معالي ابو حسن جسد و عكس الخصال الملكية و الحرص على متابعة مبادراتها الإنسانية ولعل ما يلقاه المواطن من كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال و تقديم الاهتمام ينم عن ذلك ، الاجمل حسن المعاملة داخل الديوان من الاحترام والتقدير و بكل تواضع .
الديوان الملكي هو قلب و عقل الملك للاطلاع على أحوال شعبه و وطنه و الحكومة هي ذراعه و الشعب و الاجهزة الأمنية سياجه و عينه التي تحرسه بعد عين الله التي تحرسه هذا الوطن و لا تنام .