لقد شاهدنا اليوم نصرًا عظيمًا للمقاومة الفلسطينية في عملية تسليم الأسرى، وكان نصرًا مفرحًا تجلّت فيه القوة والوضوح في القدرة على الترتيب والتنسيق، وفرضت فيه المقاومة نفسها كقوة حاضرة وصاحبة حق، ولم ولن تُهزم بإذن الله تعالى.
لقد أثبتت المقاومة أنها أدّت رسالتها رغم الألم، فالوطن لن يعود إلا بالتضحية، إما النصر أو الشهادة.
استطاعت المقاومة إدخال الفرحة إلى كل بيت فلسطيني، بل إلى كل أرجاء المعمورة، وانتَصَرَت بكل المقاييس، حتى أظهرت صورة لم يستطع أحدٌ تحقيقها سوى من يتحلّى بأخلاق الإسلام... رأينا الأسيرات الإسرائيليات يخرجن بمظهر إنساني، مُحاطات بحسن المعاملة والعناية الصحية والتغذية، وهي من أبسط حقوق البشر.
وفي المقابل، رأينا الأسرى الفلسطينيين يخرجون من سجون الاحتلال بعد أن تعرضوا لأبشع أساليب القمع والتعذيب والحرمان من حقوقهم، حتى إن بعضهم لم يستطع السير، ورأينا النساء اللواتي تعرّضن لانتهاكات جسدية.
أين هم الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان؟ أين الصليب الأحمر من هذه الانتهاكات؟ يجب إعادة الرقابة العالمية على سجون الاحتلال ومتابعة الأسرى الذين يموتون جوعًا وبردًا، ولا يحصلون حتى على الغذاء أو الدواء. لذلك، بدأت المراوغة الصهيونية تتململ، لتظهر بوادر نقض العهد، وهي من سماتهم المعهودة.
أما المشهد المبكي والمخزي، فهو أن نرى شرطة السلطة تتعدى على المستقبلين الذين كانوا ينتظرون أسرَاهم الخارجين من بين أنياب الطغاة، بحجة مصادرة أعلام المقاومة (أعلام الجهاد الإسلامي، أعلام حماس، أعلام كتائب عز الدين القسام...)، والتضييق على الأهالي في الضفة الغربية.
ويخرج إلينا مصطلح جديد:فتنة النفوذ
من سيحكم غزة بعد الحرب؟ هل ستكون السلطة (فتح) أم المقاومة؟ من يحكم غزة العزة؟ أهلها!
لقد بدأ الصراع بين السلطة وفصائل المقاومة، وأعتقد أن هذا ليس هدف فتح، بل هناك من يعمل على دسّ السموم بين صفوف أهلنا في فلسطين.
لذلك، وجب على قادة العمل والفكر وأهل الرأي تصويب المسار، وتدارك ما حدث، والحذر مما قد يكون.
مباركٌ نصركم!
لقد استطعتم أن تُلحقوا بالعدو الصهيوني ضربةً موجعةً، ودرّستم المتصهينين درسًا قاسيًا، أولئك الذين شرعنوا حرب الإبادة، وسكتوا على جبروت الطغاة الذين أهانوا كل معاني الإنسانية.