دعا المؤتمرالإقليمي "الذاكرة في التراث : تعزيز التعاون بشأن التراث الوثائقي في المنطقة العربية" في ختام أعماله يوم 22/1/2025 والذي نظمته دار الوثائق القطرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو في الدوحة الى الاستفادة من خبرات اللجان الوطنية القائمة في الأردن في هذا المجال وعدد من الدول العربية مثل مصر ، الجزائر، المغرب ، لبنان ، عُمان وتونس ولجان دول مجلس التعاون الخليجي الفرعية.
وأقر المؤتمر إنشاء لجنة إقليمية خاصة بالمنطقة العربية لبرنامج "ذاكرة العالم"، كخطوة تهدف إلى توحيد الجهود الوطنية والإقليمية في مجال حماية التراث الوثائقي.
كما أقر المؤتمر النظام الأساسي وقواعد الإجراءات الخاصة بلجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية والتي تهدف الى تعزيز ودعم برنامج اليونسكو لذاكرة العالم في منطقة الدول العربية بزيادة الوعي بأهمية التراث الوثائقي وتنظيمه واتاحته و دعم وتنفيذ توصية اليونسكو لعام 2015 بشأن صون التراث الوثائقي بما في ذلك التراث الرقمي واتخاذ المبادرات الرامية إلى الرفع من عدد طلبات الإدراج من المنطقة إلى السجل الدولي لذاكرة العالم ، والحفاظ على السجل الاقليمي لذاكرة العالم للدول العربية وتشجيع ودعم انشاء اللجان الوطنية لذاكرة العالم وتعزيز مشاركة الموارد والاستخدام الأمثل لهذه الموارد في المنطقة وحشد وتعزيز الدعم السياسي والإجتماعي والاقتصادي لبرنامج ذاكرة العالم في المنطقة العربية وتطوير مشاريع وأنشطة برنامج ذاكرة العالم ، بالاضافة الى تشجيع التعاون بين الدول لتعزيز وحماية التراث الوثائقي وإبراز دور ومكانة برنامج ذاكرة العالم والتعريف به والحفاظ على تحديث تفاصيل التواصل بالأعضاء في المنطقة العربية وتقديم تقرير دوري كل سنتين لليونسكو وفقاً للشروط التي حددها مكتب ذاكرة العالم للمنطقة العربية.
وتم انتخاب الدكتور أحمد عبدالله البوعينين، أمين عام دار الوثائق القطرية، رئيسًا للجنة " ذاكرة العالم" للمنطقة العربية، والتصويت بالاجماع للمملكة الأردنية الهاشمية نائباً لرئيس لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية .
شارك في المؤتمر 17 دولة وعدد من مدراء مكاتب اليونسكو وومثلي المكتبات الوطنية والمتاحف والأرشيفات من الأردن ومختلف الدول العربية وعدد من الخبراء الدوليين والإقليميين وصناع القرار ومنظمات إقليمية ودولية.
وناقش المشاركون في اليوم الأول من انعقاده أبرز التحديات التي تهدد هذا التراث، بما في ذلك التغير المناخي، النزاعات الإقليمية، والتحديات التقنية، مع طرح حلول مبتكرة لتعزيز الجهود المشتركة.
و سلط المؤتمر الضوء على التجارب الناجحة للجان الاقليمية في هذه الدول ، اذ أظهرت اللجان أهمية التعاون الاقليمي في ضمان تمثيل قوي ومستدام في السجل الدولي ، وتقديم أمثلة ملهمة حول كيفية تجاوز التحديات المحلية من خلال التكامل بين الدول الأعضاء ، قدمت فيها لين آنه مورو من مكتب اليونسكو في بانكوك رؤية متكاملة حول الممارسات الأفضل التي يمكن تبنيها لصياغة آليات عمل فعالة ومستدامة للجنة العربية. هذه النقاشات أسهمت في وضع أسس واضحة لهيكل اللجنة المزمع تشكيلها، حيث عمل المشاركون على صياغة لوائح تنظيمية تضمن كفاءة واستدامة عمل اللجنة على المدى الطويل.
واختُتم المؤتمر بسلسلة من التوصيات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال حفظ التراث الوثائقي، حيث أكدت التوصيات على أهمية دعم مشاريع الرقمنة كأداة محورية لحفظ الوثائق وضمان سهولة الوصول إليها، مع التركيز على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحقيق هذا الهدف الحيوي. كما شددت على ضرورة تعزيز الترشيحات العربية للسجل الدولي لذاكرة العالم من خلال تقديم ملفات قوية تعكس التنوع الثقافي للمنطقة، بما يضمن تمثيلًا مميزًا للتراث العربي على المستوى العالمي.
كما تضمنت التوصيات تطوير برامج تدريبية مشتركة تسهم في بناء القدرات المحلية وتعزز تبادل الخبرات بين الدول العربية في مجال حفظ التراث الوثائقي. وأكد المشاركون على أهمية صياغة أنظمة موحدة ولوائح تنظيمية تضمن استدامة الجهود الإقليمية وتعزز التكامل بين مختلف الدول. إضافة إلى ذلك، دعت التوصيات إلى إنشاء سجل إقليمي يوثق التراث الوثائقي العربي، ليعكس غنى وتنوع الثقافات في المنطقة، ويكون منصة تعزز التعاون الإقليمي وتدعم الحضور العالمي للتراث العربي.
وجاءت هذه التوصيات لتكون خارطة طريق لتعزيز الجهود المشتركة بين الدول العربية، بما يضمن حماية التراث الوثائقي واستدامته للأجيال القادمة.