قدرنا أن تأتي الوعود من وراء البحار لتقديم اوطاننا هبات بلا مقابل للصهاينة دون استشارة لنا من وعد بلفور إلى وعود ترامب لذا علينا أن نعترف اننا نمر بأزمة شديدة الخطورة، ربما هي الأخطر في تاريخ الأردن.
هذه الحقيقة تُلقي بظلالها علينا، وقد حذرنا منها مرارًا في الماضي. سلاح عدونا الأول الإفقار والتجويع والدن ، بلدنا مثقل بالديون، يعاني من البطالة، وقد فرّطنا بثرواتنا في غفلة من الوعي. تخيلنا أن الابتسامات الصفراء والألوان الخضراء من حولنا صادقة، لكنها في الواقع زائفة، تخفي نوايا سوداء وأنيابًا مسمومة.
نعم، هذا وأكثر. فلا صداقة مع عدو، ولا أمان لغادر. لكن هل انتهى الأمر؟ هل أغلقت الصحف وجفت الأقلام؟
الجواب: لا، وألف لا.
كما يمر الأفراد بأزمات، تمر الدول والشعوب كذلك. إما أن تواجه الأزمات بالتخطيط والعمل والإصرار لتعويض ما فات والحد من الخسائر، أو تستسلم فتخسر كل شيء. وهنا يبرز السؤال الكبير: ما العمل؟
الإجابة: العمل، الوعي، والوحدة.
أولاً، على الشعب أن يدرك خطورة المرحلة. هناك عصابة سادية طامعة في أرضنا، مستعدة لإبادتنا دون أن يرف لها جفن. عصابة تمتلك قوة عسكرية ومادية تفوق قدراتنا بأضعاف، وتدعمها قوى استعمارية لا ترى فينا سوى قطيعٍ تتحكم به كما تشاء.
لكن، ماذا نفعل؟
على الجميع، معارضين وموالين، أن يتركوا كل ما يثير الفُرقة ويؤجج الفتنة. التشكيك والتخوين وإلقاء الاتهامات لا مكان لها الآن.
على النخب أن تعي مسؤوليتها التاريخية. يجب أن تُعد الناس لما هو قادم بعين واثقة بالله أولاً، وبشعبها وقيادتها ثانيًا. العدو سيستخدم سلاح الجوع والفتن، وسيغري بجزرة العيش المرتهن، لكن علينا أن نستذكر آباءنا وأجدادنا الذين أكلوا الشعير والبلوط، ولكنهم صانوا كرامتهم ووفاءهم للوطن.
دور الجيش والأجهزة الأمنية
جيشنا العربي المحمدي، هذا وقت عطائه واستعداده. وأجهزتنا الأمنية هي الدرع الحامي، الحصن المنيع، وخنجر الدفاع عن الوطن ومقدراته.
دور القيادة وصُنّاع القرار
على كبار الساسة وصانعي القرار أن يشمروا عن سواعدهم لإعادة بناء المنهج، ولمّ شمل الأمة، وحشد إمكانياتها في تحالفات عربية وإسلامية قادرة على مواجهة هذا الصلف.
التلاحم ضرورة
سيسعى العدو إلى ضرب القيادة بالشعب لتفتيت قوتنا وتشتيت وحدتنا. لذلك، علينا أن نكون سدًا منيعًا، متماسكين حول قيادتنا، واثقين ببعضنا البعض، مع تحييد كل مرجف ومنافق يسعى لهدم جبهتنا الداخلية.وبلا ادنى شك نعم، نستطيع أن نعبر هذا النفق المظلم نحو نور الحرية والكرامة بعون الله.