بقلم عصام المساعيد، رئيس فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني
إن الحديث عن دور الأردن والقيادة الهاشمية الذي اشرت له في مقالات سابقة في الدفاع القضية الفلسطينية لا يمكن أن يكتمل دون تسليط الضوء على الجهود الشعبية والشبابية التي تعكس عمق التزام الأردن بالقضية الفلسطينية، وفي هذا الإطار قدمت مؤسسة وجمعية "فرسان التغيير للتنمية السياسية وتطوير المجتمع المدني" نموذجًا مختلف ورائدًا في العمل الوطني من خلال أنشطة ومبادرات نوعيه عززت الوعي ورفعت مستوى المشاركة الشعبية وأظهرت للشباب الأردني كيف يمكنهم أن يكونوا فعالين بشكل إيجابي يخدم القضايا الوطنية والعربية.
حيث أعلنت فرسان التغيير عن إطلاق الحملة الوطنية "بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف" خلال فعالية افتتاحية نظمتها في الديوان الملكي الهاشمي العامر بتاريخ 4 يناير 2024، ثم تم الإعلان عن فعاليات الحملة وأهدافها الوطنية التي تعمل على تعزيز الوعي المجتمعي بدور الأردن في الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف، بدأت الحملة مستلهمة اسمها من خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي بافتتاح الدوره العادية لمجلس الأمة لعام 2023، بهدف توضيح الدور السياسي والدبلوماسي للأردن في كافة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفسطينية.
ركزت الحملة على تمكين الشباب الأردني من تقديم دور حقيقي وفاعل في دعم القضية الفلسطينية، وتمحورت حول إيصال رسالة الأردن الهاشمي للشباب وللعالم اجمع من خلال فعالياتها المتنوعة، ثم انطلقت الحملة بتاريخ 8 يناير 2024، في 41 جامعة حكومية وخاصة وكلية مجتمع وكانت تحت رعاية دولة رئيس مجلس الأعيان السيد فيصل الفايز، وبمشاركة وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة د. مهند مبيضين في الموقع الرئيسي من رحاب الجامعة الأردنية، إلى جانب أكثر من 130 متحدثًا من وزراء واعيان ونواب وخبراء سياسيين ودبلوماسيين وعسكريين في مختلف المواقع، وما ميز هذه الفعاليات كان المشاركة الواسعة للشباب، حيث بلغ عدد المشاركين فيها أكثر من 20,000 شاب وشابة من مختلف الجامعات بحسب تقارير اعلامية. كما تولى الشباب الأردني إدارة النقاشات والحوارات بأنفسهم مع المسؤولين مما عزز وعيهم الوطني ورفع مستوى انتمائهم وحسهم بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبعد ذلك لاستمرارية الحملة، أطلقت فرسان التغيير مبادرة إنسانية بعنوان "دمنا دمكم"، تحت رعاية رئيس مجلس النواب الأردني السيد احمد الصفدي، وبالتنسيق مع وزارة الصحة وبنك الدم الوطني بهدف رفد بنك الدم الوطني بالدم اللازم من اجل التبرع بالدم للمستشفيات الاردنية الميدانية في قطاع غزة، ونُفذت الحملة في 22 مستشفى حكومي بمشاركة آلاف الشباب الأردني، حيث استطاعت فرسان التغيير من خلال حملة "دمنا دمكم" جمع مختلف المؤسسات والهيئات الشبابية والجمعيات الخيرية والأحزاب الوطنية، مما جسد التكافل الوطني بين مختلف شرائح المجتمع الأردني.
لم تقتصر جهود فرسان التغيير على الأنشطة المحلية، بل امتدت إلى دعم الجهود الإغاثية للأشقاء في غزة، وذلك من خلال "المساهمات اللوجستية" حيث أرسلت فرسان التغيير شبابها كمتطوعين إلى قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في الغباوي لمساندة القوات المسلحة الأردنية في تجهيز الطرود والمساعدات الإغاثية، بالإضافة إلى المشاركة مع نشامى سلاح الجو الملكي في عمليات الإنزالات الجوية إلى غزة، حيث شارك عدد من أعضاء فرسان التغيير بما فيهم رئيس وأعضاء هيئة الإدارة والهيئة العامة وعدد من الاعضاء الفاعلين في مجال الاعلام، كخطوة تؤكد الالتزام العملي بدعم الجهود الوطنية والإغاثية، كما أنتجت فرسان التغيير العديد من الأعمال الإعلامية التي وثقت دور الأردن والقوات المسلحة الأردنية في إيصال المساعدات الطبية والإنسانية إلى غزة، وقد ساهم أكثر من 80 شاب وشابة من أعضاء فرسان التغيير في نشر العديد من المقالات والتقارير التي تسلط الضوء على الدور الأردني الهاشمي في الدفاع عن فلسطين على المواقع الاخبارية والصحف بهدف دعم مواقف الدولة الاردنية وابراز الجهود الوطنية.
استمرت فرسان التغيير في تنظيم ندوات وورش عمل تناولت محاور عدة منها "الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف و دور الشباب الأردني في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء للأردن والعرش الهاشمي، كما أتاحت هذه الفعاليات للشباب فرصة لفهم العمق التاريخي للقضية الفلسطينية، وأكدت أهمية المشاركة الواعية والمسؤولة في قضايا الوطن والأمة وابرزت دور الشباب الأردني ووعهيهم على الصعيد الداخلي والخارجي، وقد شاركة فرسان التغيير في العديد من المؤتمرات الدولية طالبت بها فرسان التغيير التضامن مع اهل غزة والوقوف الى جانبهم.
اختُتمت فعاليات الحملة الوطنية "بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف" للعام 2024 بلقاء تاريخي في 28 ديسمبر 2024 في الديوان الملكي الهاشمي العامر، بحضور معالي يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وبمشاركة أكثر من 700 شاب وشابة من أعضاء فرسان التغيير، إذ كان هذا اللقاء تعبيرًا عن الولاء والانتماء للأردن والقيادة الهاشمية، حيث أكد الحضور دعمهم الكامل للمواقف الملكية الراسخة تجاه فلسطين، وجاء اللقاء كختام لجهود مكثفة استمرت طوال العام، وأكدت على أن الشباب الأردني هم القوة الدافعة للتغيير الإيجابي في المجتمع.
ما يميز فرسان التغيير هو أنها تجاوزت الحدود التقليدية للعمل الشبابي، حيث قدمت أنشطة عملية واستثنائية عززت مكانتها كواحدة من أكثر المؤسسات الوطنية تأثيرًا في الاوساط السياسية والاجتماعية والثقافية بفكر ونهج شبابي هاشمي،حيث أظهرت فرسان التغيير أن التغيير الحقيقي يتطلب العمل الميداني الفعلي وليس مجرد الخطابات أو الشعارات البراقة، كما ساهمت فرسان التغيير في رفع وعي الشباب الأردني بقضاياهم الوطنية والقومية، وزودتهم بالمهارات اللازمة ليكونوا قادة فاعلين في المجتمع الأردني.
إن الجهود التي قدمها الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي ومؤسساته الوطنية، تُظهر أن فلسطين هي قضية راسخة في وجدانهم، وأن الدفاع عنها جزء لا يتجزأ من هويتهم الوطنية، وأن فرسان التغيير ستبقى بما قدمته من حملات ومبادرات، نموذجًا للعمل الوطني الذي يُلهم الأجيال القادمة، هذه الجهود تؤكد على أن الأردن بشبابه وقيادته الهاشمية سيقى السند الحقيقي لفلسطين.