يحتفل الأردنيون في 30 يناير بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الذي كرّس حياته لخدمة الوطن وتعزيز مكانته على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وهو يوم يجسد معاني الوفاء والاعتزاز بمسيرة قائد استثنائي حمل راية التحديث والتنمية، وسار على خطى الهاشميين في بناء دولة قوية، متماسكة، وعصرية.
منذ توليه العرش في 7 فبراير 1999، عمل جلالة الملك عبدالله الثاني على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، والارتقاء بمستوى الحياة الكريمة للمواطنين. كانت رؤيته قائمة على تحديث الدولة بمختلف قطاعاتها، وخاصة في مجالات التعليم، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والجيش، والأمن، والشباب، واضعًا في أولوياته تمكين المواطن الأردني باعتباره أساس نهضة الوطن.
وله دور محوري في القضايا العريية والدولية لم يكن الأردن في عهد جلالته بمعزل عن القضايا الإقليمية والدولية، فقد أثبت حضوره كدولة فاعلة في دعم السلام والاستقرار. حمل جلالة الملك لواء الدفاع عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وكان الصوت الملتزم بالدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، عبر الوصاية الهاشمية التاريخية. كما لعب دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، بما يحقق المصالح الوطنية ويخدم قضايا الأمة.
بما يتعلق بالنهج الملكي في التحديث والإصلاح لم يتوقف جلالة الملك عن الدعوة للإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، حيث أطلق برامج وخططًا تستهدف تعزيز الديمقراطية، وتمكين الشباب والمرأة، وتحفيز الاقتصاد، وجذب الاستثمارات. كانت مبادراته دائمًا تهدف إلى بناء دولة حديثة تستند إلى العدالة، والمواطنة الفاعلة، والمشاركة السياسية الحقيقية.
وتحت قيادة جلالته، شهد الجيش العربي الأردني والقوات الأمنية تطورًا ملحوظًا، حيث تم تعزيز جاهزيتها وتحديث قدراتها، لتظل كما كانت دائمًا مصدر فخر وحصنًا منيعًا يحمي استقرار الوطن وأمن مواطنيه.
وكانت رسالة الأردن دائماً الاعتدال والتسامح على الساحة الدولية، عُرف جلالة الملك بمواقفه الداعمة للحوار والتسامح، وكان من أبرز الداعين إلى حوار الأديان ونبذ العنف والتطرف، من خلال مبادرات مثل رسالة عمان، وأسبوع الوئام بين الأديان، والتي عززت مكانة الأردن كمنارة للاعتدال.
إن احتفال الأردنيين بعيد ميلاد جلالته هو تعبير صادق عن الحب والولاء لقائد أحب شعبه وسعى لنهضته. ففي كل مناسبة وطنية، يؤكد الأردنيون وحدتهم والتفافهم حول قيادتهم الهاشمية، ويجددون العهد على مواصلة البناء والعطاء، تحت راية مليكهم المفدى.
في هذا اليوم العزيز على قلوب الأردنيين، نجدد التهنئة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وندعو الله أن يحفظه ويديم على الأردن الأمن والاستقرار، ليبقى وطنًا شامخًا قويًا بقيادته وشعبه.