لم يكن تمادي السيد ترامب نابعًا من فراغ، خاصة بعد فوزه الكاسح في مجلسي الشيوخ والنواب. فهو أحد رموز عالم المال والأعمال، وأحد أبطال وتجار المصارعة، يمتلك كاريزما استعلائية مفرطة، مدعومة بقوة عسكرية هي الأكبر عالميًا. ولم يكن هذا التوجه جديدًا، فقد سبقه جورج بوش الابن عندما خاطب القادة الأوروبيين متسائلًا: "ماذا يدور في أدمغتكم؟"
على الجانب الآخر، يواجه العرب واقعًا من التفرقة، وتشتت القوى والأفكار، وسذاجة التفكير في كثير من الأحيان. فنحن، ببساطة، قد نشاهد مسلسلًا تركيًا، لنبدأ بالتحدث بالتركية، ونصدق كل ما يقال لنا من وعود العدو، وكأننا أصحاب ذاكرة سمكية.
أما عودة ترامب لتأكيد مسألة التهجير، رغم نفي الأردن ومصر لهذا المشروع، فتُظهر مدى تصميمه على تنفيذه بمختلف الوسائل. فهل هناك مهرب من هذا السيناريو؟ أعتقد أن الإجابة تكمن في عقول وصدور الساسة العرب، في ظل غياب الفرصة الحقيقية للشعوب لأخذ دورها في الاحتجاج السلمي على المشروع.