بقلم : الدكتور احمد بني عيسى ـ كلية الفنون الجميلة
تُعدّ جامعة اليرموك واحدة من أقدم وأعرق الجامعات في الأردن، وقد حققت إنجازات كبيرة على مر السنين، خاصة في السنوات الأخيرة، من خلال التفاني في البحث العلمي وتطوير البرامج الأكاديمية، والتقدم على سلم التصنيفات العالمية حيث أصبحت الجامعة مركزًا للتميز الأكاديمي والابتكار، حاملة معها ماضي من العراقة والتميز.
في الأيام القليلة الماضية شهدنا حراك بين العاملين وأقلام تتحدث عن ذائقه مالية تمر بها الجامعة، وما حدث من تقليل نسبة ما يتقاضاه العاملين من إيرادات الموازي، وبين شد وربط ومدح وذم، ومشاعر جياشه لحب الجامعة، وأخرى ترمي بالاتهام والتقصير على الإدارة، واخرون يلوحون بالتصعيد.... أقول مهلا زملائي الكرام، وارجو ان أكون خفيف الظل عليكم في توضيح الاتي.
مما لا يخفى على أحد ان الأردن كغيرها من دول المنطقة تأثرت وعلى مدار السنوات الماضية بالأزمات الاقتصادية والسياسية والصحية العالمية والإقليمية والمحلية، ومما لا شك فيه ان هذا التأثير الاقتصادي انعكس جليا على جامعتنا وبقية مفاصل الدولة، هذه الأزمات المتتالية أثرت سلبًا على الموارد المالية في الجامعة، مما فرض تحديات كبيرة على الجامعة وتتطلب العمل بجدية للتغلب على هذه الصعوبات.
في الواقع لا تصلح سياسة مدح او ذم الأشخاص في علاج الواقع الذي نعيش، ولا يمكن ان تستفيد الجامعة من هذه الاتهامات والشعارات، ولا يمكن ان نلقي باللوم على فئة معينة دون أخرى، ان من يقوم بذلك (انما يزيد الطين بله)، وهذا لا يمكن ان يكون حلا بل هو تعقيدا للمسالة، واعتقد ان الحل يكمن في داخلنا نحن جميعا، وهو العمل بجد وإخلاص وصدق ودون الالتفات إلى النقد أو المدح الشخصي، النجاح يُقاس بما يُقدمه الفرد مقارنةً بغيره، وليس بالآراء الشخصية.
ان الإصلاح الحقيقي يبدأ من الفرد نفسه، يجب على كل فرد أن يقوم بواجبه ويظهر انتماءه لجامعته، إظهار الانتماء لا يقتصر على الكلام، بل يجب أن يُترجم إلى أفعال تعكس الالتزام والإخلاص في العمل.
علينا جميعًا أن ندرك انه لا يوجد حل سحري بيد الإدارة او غيرها لتغيير الواقع وحل كل المشاكل المالية العالقة، المطلوب هو العمل ثم العمل والإخلاص، على العاملين جمعيا في الجامعة من الأساتذة والاداريين والفنيين والعمال، أن يتكاتفوا لزيادة الموارد المالية من خلال الجهد والعمل الصادق والنية الحسنة.
انا لست مطلعا على ما تخطط له الإدارة العليا من مشاريع وزيادة التنمية وليس ذلك من مسؤوليتي، ولا مسؤولية العاملين الغير مختصين بهذا الموضوع، لكني على يقين ان هذه الإدارة تبذل ما في وسعها وضمن الإمكانيات المتاحة، انا أدرك ان الجامعة هي مؤسسة عامة وهي جزء من جسم الدولة، لا يمكن فصلها والناي بها، ولست هنا لأمدح امدح او اذم أحد، لكن أقول من منطلق واجبي وحرصي على مكان عملنا، ومصدر رزقنا بعد الله تعلى، ولترجمة انتمائي وحبي للجامعة: يجب علينا أن نتخلى عن الشللية والمصالح الضيقة، الكل عليه ان يدرك ان هذه المؤسسة هي للجميع، هي ماضينا ومستقبل ابنائنا، لذلك نقول "كفى" لكل ما يُفرقنا، فكلنا في نفس القارب وعلينا العمل معًا بروح الفريق الواحد.
في الختام، علينا ان نؤمن ان النجاح الحقيقي يكمن في العمل الجاد والإخلاص والانتماء، بدون شعارات وعواطف جياشه، بل بالعمل والإخلاص والصدق في حسن النوايا، دعونا نبني مستقبلًا أفضل لجامعة اليرموك ونحقق إيرادات مالية من خلال التفاني والجهد المشترك.