في مثل هذا اليوم، نستذكر المرحوم سلامه عبدالله شامخ الخريشا "أبو راكان" الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء، تاركاً خلفه إرثاً من القيم النبيلة والمواقف المشرفة.
عاش الراحل حياة بدوية أصيلة، تمسك خلالها بعادات وتقاليد الآباء والأجداد، وكان مثالاً يُحتذى به في الكرم والشهامة وحسن الجوار.
عرفه الناس بشخصيته الحكيمة وحنكته في إصلاح ذات البين، حيث كان يتقدم لحل النزاعات والخلافات، جامعاً القلوب ومُطفئاً نار الخصومات.
كان مرجعاً في حل القضايا العشائرية، لا يتوانى عن تقديم النصح والمشورة لمن طلبها. لم يعرف يوماً معنى الكلل أو الملل في مساعدة الآخرين، وكان بيته مفتوحاً لاستقبال الضيف والقريب والبعيد، مجسداً أسمى معاني الكرم العربي الأصيل.
أبو راكان لم يكن مجرد رجل من رجال البادية، بل كان ركناً من أركان المجتمع، يمتاز بصدق حديثه، ووفائه بوعده، وحرصه على إحقاق الحق. كان حضوره في المجالس يُضفي هيبة ووقاراً، وكلماته تترك أثراً في النفوس، لما عُرف عنه من رجاحة عقل وصفاء نية.
رحل بجسده، لكن ذكراه ستبقى خالدة في القلوب، تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل. سيظل اسمه مرتبطاً بالكرم، والصلح، والشهامة، وكل ما هو أصيل وجميل.
رحم الله أبا راكان، وأسكنه فسيح جناته، وجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء.