في هدوء المساء، حين تهدأ الأصوات ويتباطأ إيقاع الحياة، أجد نفسي أرتاح… لا أرتاح من تعب الجسد فقط، بل من ثقل التفاصيل التي لم تعد تعنيني. أسمو فوقها أراقبها من بعيد، فأجدها أصغر مما ظننت، وأقل شأنًا مما كنت أظن.
في لحظات التأمل، أفصل بيني وبين ما يستهلك طاقتي بلا جدوى. أترك الأمور الصغيرة تمضي، فزمنها قد انقضى، ولم يبقَ في القلب إلا متسعٌ لما هو أكبر، لما يترك أثرًا، لما يضيف معنى لحياتي.
المساء مساحة للصفاء، لحظة نختار فيها ما نحمله معنا إلى الغد، وما نتركه ليتلاشى مع الليل… فكلما سَمَت الروح، قلَّ ما يشغلها، وعظُم ما يمنحها السلام.