إن ما يفعله أبطال القوات المسلحة والأمن الأردني في مختلف فروعهم، ليس مجرد أداء لواجبات رسمية أو مهمة مهنية، بل هو تعبير صادق عن نبضٍ ينبع من حب الأرض الأردنية وعشقها، قبل أن يكون واجباً. هؤلاء الأبطال سطروا أروع ملاحم التضحية والفداء في سبيل حماية كل روح تعيش على أرض المملكة الأردنية الهاشمية.
عندما يلتقي الشعور الوطني بالواجب، تنبثق أروع التضحيات على مر الزمان، لنعيش في أمان، ونستمتع بحياة مليئة بالطمأنينة تحت حماية هؤلاء الأبطال. وفي ظل الظروف الصعبة، مثل الحادث الذي وقع هذا اليوم بسبب المنخفض الجوي والعواصف الرملية في صحراء الجنوب، تتضح الصورة أكثر. فهذه الصحاري القاسية، التي تفتقر إلى مظاهر الحياة الطبيعية من جبال وأشجار، تمثل تحدياً أكبر، ومعاناتها أصعب. ولكنها، في الوقت ذاته، تظل حاضنة للمواطنين وأبناء الوطن الأوفياء، الذين يقفون في مواجهة الصعاب بكل صبر وشجاعة.
في هذه الصحراء الغالية، التي مهما قسَت علينا الظروف، تبقى أرض الأمل والأمان. هنا يولد الأبطال، وهنا نجد وطننا الصامد، الذي يظل بأرضه وجنوده مصدر فخر لنا جميعاً. ولأبطال الوطن، الذين لا يتوانون عن التضحية بكل غالٍ ونفيس، نبدي أسمى آيات الاحترام والشكر.
الضوء الذي بداخلنا هو حبنا لأوطاننا، فهو الذي يرشدنا دائماً نحو الطريق الصحيح، ويعطينا القوة لمواجهة التحديات.