يعاودُنا يومُ الوفاءِ والولاءِ مجسّدًا تمسُّكَنا بعهدٍ مضى زمنُهُ، وتجلّى أثرُهُ منحوتًا في ملامحِنا، وعلى أعمدةِ أرواحِنا نقشًا عربيَّ العبقِ، أردنيَّ الهوى، هاشميَّ القسماتِ. إنه اليومُ الذي نجدّدُ فيه العهدَ بالولاءِ المطلقِ، مخطوطًا على شغافِ قلوبِنا، وعلى أهدابِ عيونِنا، حلمًا إنْ غفونا، وواقعًا بعزمٍ نحثُّ إليهِ المسيرَ.
هوَ يومُ الأردنيّينَ جميعًا، يومٌ تتجدّدُ فيه مشاعرُ الانتماءِ والولاءِ، إذْ يتحلّقُ الأردنيونَ حولَ رايتِهم الخفّاقة، ويستمدّونَ من وضاءتِها قبسًا لا تطفئُهُ رياحُ السّمومِ مهما عصفَتْ، ولا توهنُ جذوتَهُ رياحُ التضليل. يومٌ يشهدُ على اللحمةِ الوطنيةِ بين القيادةِ والشعبِ، حيثُ يقفُ الأردنيّونَ صفًا واحدًا، يجسّدونَ أسمى معاني الوفاءِ والانتماءِ، مستلهمينَ من مسيرةِ الوطنِ دروسَ الثباتِ والعزيمةِ.
لقدْ كانَ الأردنُّ عبرَ التاريخِ وطنًا لا يرضخُ للضغوطِ، ولا ينحني أمامَ التحدياتِ، بلْ يواجهُها بثباتِ قيادتِه ووعيِ شعبِه. فمنذُ التأسيسِ، مضتْ المسيرةُ على طريقٍ خطَّ ملامحَها الأشرافُ والشرفاءُ، رُويَت بدماءِ الشهداءِ، وتخضّبت بها، نقشَ حنّاء، يروي تاريخًا من مواقفِ البطولةِ والتضحياتِ التي ما كانت لها إلّا أنْ تُزَفَّ بسلسلةٍ غير منقطعةٍ من أيّامِ الوفاءِ والولاءِ.
وفي هذا اليومِ، نجددُ العهدَ على المضيِّ خلفَ قيادتِنا الهاشميةِ الحكيمةِ، التي قادتِ السفينةَ بحكمةٍ وبصيرةٍ، وسطَ أمواجِ التحدياتِ العاتيةِ، محافظينَ على ثوابتِنا، متمسّكينَ بمبادئِنا، متسلّحينَ بإرادةٍ لا تعرفُ المستحيلَ.