يصادفُ اليوم ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك الحسين طيّب الله ثراه ؛ الذي أفنى عمره في بناء مؤسسات الدولة و مدافعاً عن قضايا أمّته العربيّة و الإسلاميّة ؛ وفي مقدمتها القضيّة الفلسطينيّة ، و التي حملها على عاتقه و أظهر معاناة الشعب الفلسطيني و حقه في الّدفاع و استرداد ارضه.
و نقل هذه القضية لمؤسسات و دول صنع القرار التي بدأت حينها بالتّفاعل مع هذه القضيّة بعد أن كانت واهمة بإدعاءات و حقائق مزيّفة.
و يصادف اليوم ذكرى تولّي جلالة الملك عبدالله الثاني المعظّم سلطاته الدستورية ملكاً و قائداً للبلاد.
لتستمر مسيرة بناء الأردن و الدّفاع عن قضايا الأمّتين العربيّة و الإسلاميّة ؛ فمنذ اليوم السابع من شباط للعام (1999) بدأ جلالته عصراً جديداً من الإصلاحات الاقتصاديّة و الاجتماعيّة و السّياسيّة ، و مواصلة الدّعم لإهلنا في الضفّة الغربيّة "فلسطين الحبيبة" و مخاطبة المجتمع الدوليّ و دول و مؤسسات صنع القرار العالميّة للنظر في القضيّة الفلسطينيّة و نقل معاناة شعبها لعشرات السنين و المطالبة بحقّه بالعيش في وطنه و تقرير مصيره .
مؤكّداً جلالته على مشروعيّة هذه المطالب و أنّ على الأمم المتّحدة و المجتمع الدوليّ الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس .
و لا ننسى استمرار الأردن بقيادة جلالته بحماية المقدّسات الإسلاميّة و المسيحيّة من خلال تأكيد الوصاية الهاشمية عليها ، وتقديم الدعم لعمليات اعادة الترميم من تدنيس المستوطنين و المحافظة على شموخها.
و لتبقى الدافع الأقوى لكلِّ العرب و المسلمين كواجبٍ دينيٍّ وعروبيٍّ للمطالبة بحقّهم بها، لحين النصر بإذن الله تعالى.
و في هذا السّياق ؛
بإسمي و إسم قبيلتي "قبيلة بني حسن" نؤكد على وقوفنا خلف قيادتنا الهاشميّة، و سنبقى السّيف المشرَّع في يد جلالة الملك المعظّم، في موقفه المواجه و الرّافض لعمليات تهجير أهلنا في قطاع غزّة، الذي يعتبر مقدمةً لتهجير جميع الشعب الفلسطيني من وطنه و تفريغ فلسطين من أهلها.
كما و نثمّن تحركات جلالته الدّبلوماسيّة لتحشيد موقفٍ دوليٍّ وعربيٍّ عبر لقاءاته مع رؤساء هذه الدول لرفض مخططات التّهجير، و الدفاع عن حقّ الشّعب الفلسطيني في وطنه و العيش على ارضه بسلام.
ونأمل أن تقتنع الإدارة الأمريكية في لقائها مع جلالته بعد أيام قليلة بالموقف الأردني ، و أن تعدل عن مخططاتها المنحازة و التي تصبُّ في مصلحة دولة الاحتلال.
وفي هذا الصّدد أدعو أبناء وطني الذي أحب، أن يتحلّوا بضبط النفس و الابتعاد عن إثارة و تداول الشائعات، و تعزيز ثقتهم بقائدهم للخروج من هذه الأزمة و تلافي المخططات والهجمات الممنهجة ضدَّ وطننا الغالي و فلسطين الحبيبة.
و بهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أحيّي أبناء الوطن من شماله لجنوبه و من شرقه إلى غربه على مواقفهم الصادقة و الدّاعمة لجلالة الملك لرفض هذه المخططات من خلال إصدار التصريحات المعبّرة و تنظيم الوقفات الدّاعمة للموقف الرّسمي.
وأدعو البعض من أبناء جلدتنا بالإبتعاد عن محاولة استغلال المستجدات على السّاحة و المنطقة و استثمارها لغايات تحقيق مصالح حزبيّة و شعبويّة تحمل في طيّاتها أجنداتٍ خارجيّةٍ هدّامةٍ، و أن لا نشاهد في وقفاتنا التضامنيّة أو المطلبيّة غير ألوان العلم الأردني الذي يتفق بألوانه مع العلم الفلسطيني؛ وليس إعلام تدل على الفئوية.
حمى الله الأردن الغالي و حمى الله فلسطين الحبيبة.
وأمدّ الله في عمر جلالة الملك المعظّم قائداً ورباّناً لسفينة الوطن لتبحر بسلام.