تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل عدة أيام قصة رقيب السير الأردني ، المدعو سائد محمود بني يونس ، والذي كان يمارس عمله الرسمي وسط العاصمة عمان ، وبحسب ما سمعناه عبر أثير راديو أمن اف ام ، فإنه وأثناء إيقافه لأحد المركبات ، طلب رقيب السير من المواطن إبراز الرخص ، حيث أجابه السائق بلهجة المثقل الموجوع ( مشان الله لا تزيدوا همي هم ) وهنا يأتي الرد من قبل الرقيب سائد ( خير إن شاء الله ، شو بنقدر نساعدك ) فأجابه السائق أن زوجته في المستشفى وهي بحاجة إلى وحدة دم مستعجلة ، فما كان من رقيب السير إلا تلبيته على الفور ، حيث أخذ إذن رئيس القسم وذهب مع السائق على الفور لإجراء عملية التبرع بالدم ، إلى هنا يكون المشهد قد انتهى والحمد لله .
إلى تلك الجباه السمر التي اكتوت بشموس عمان وبقية المحافظات والتي تجلدت أثر الصقيع هنا وهناك ، إليهم وإلى أهاليهم وزملائهم نرفع القبعات احترامًا وتقديرًا ، ها هم جنود أبا الحسين يرسمون لنا أجمل لوحات الوطنية فعلًا لا قولًا ، ها هي المواطَنة الصالحة التي نريدها هنا وهناك ، تجسيدًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ : من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ : والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . صدق رسولنا الكريم
#ختامًا : عندما نتحدث عبر الشاشات عن النسيج الوطني واللُحمة الوطنية الواحدة ، آمل أن تكون بهذا الشكل ، وإلا فلا ، وكل من وطأ أرض الأردن وشرب من مائه، وتنفس من هوائه ، وافترش أرضه ، واستظل بسمائه ، واحتمى بأمنه ، وجب عليه أن يكون كذلك .