لا يخفى على أحد أن المنطقة تمر بمنعطف تاريخي حاسم يتطلب موقفًا شعبيًا موحدًا يتناغم مع الرؤية الأردنية الثابتة في الدفاع عن القضايا المصيرية. إن التصريحات المشينة التي يروج لها البعض ليست سوى محاولة لفرض واقع جديد عبر استغلال القوة العسكرية والاقتصادية، وتسخير الرأي العالمي ضمن رؤية استعمارية تستخف بالقوانين والأعراف الدولية.
لكن هذا المخطط لن يُكتب له النجاح ما دامت الجهود موحدة والصفوف متماسكة خلف القيادة الهاشمية، التي تقف سدًا منيعًا أمام أي محاولة لطمس الهوية الفلسطينية أو المساس بالسيادة الأردنية. فالأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وهذه حقيقة راسخة لا تقبل الجدل.
إن الحراك الشعبي المطلوب اليوم يجب أن يكون على مستوى التحدي، حيث تتجسد الإرادة الجماهيرية في كل حي وقرية ومدينة، دعمًا للموقف القيادي ورفضًا لكل الطروحات التي تهدف إلى تقويض مستقبل الأمة واستبدال الحقائق بالفرضيات المغلوطة. فاليقظة والوعي الجماهيري هما السلاح الأقوى في معركة التحرر من الهيمنة السياسية والاقتصادية التي تسعى إلى تطويع المنطقة وفق أجندات مشبوهة.
الأردن، الحصن الذي لا يُخترق
على مدار التاريخ، كان الأردن حصنًا منيعًا ضد كل المؤامرات، وصوتًا صادحًا بالحق في زمن التخاذل. بقي صامدًا، بشعبه وجيشه وقيادته، في وجه كل محاولات الإقصاء والتهميش، وسيظل كذلك، يجسد العزة والكرامة في أبهى صورها.
> "تلوذ به عند المعاضل طيره
ويذود عنه القائد المستبسل
> مهما تضاعفت الجموع على الردى
نبقى لها الدرع الحصين المموّل
> هو الذي ما زال طودًا على المدى
شعبٌ وجيشٌ له حكمٌ مُجمّل"
إنها معركة الوعي والإرادة، حيث لا مجال للصمت أو الحياد. الأردن سيظل كما كان، درعًا للأمة، ورمزًا للصمود، وحجر عثرة أمام كل من تسوّل له نفسه المساس بحقوق الشعوب ومقدساتها.