يُعد مسجد أبي بكر الصديق أحد المعالم التاريخية البارزة في المدينة المنورة، حيث يقع في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي الشريف، بالقرب من مسجد الغمامة. يُعتقد أن النبي محمد ﷺ صلى صلاة العيد في هذا الموقع، واستمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هذه السنة أثناء خلافته، مما أدى إلى تسمية المسجد باسمه.
تاريخ البناء والترميم
يرجح أن أول بناء للمسجد كان في العصر الأموي خلال ولاية عمر بن عبد العزيز للمدينة المنورة (87-93 هـ). وقد خضع المسجد لعدة عمليات ترميم وتطوير على مر العصور، حيث يعود البناء الحالي إلى القرن الثالث عشر الهجري، وتم تجديده في العهد السعودي مع الحفاظ على طابعه المعماري التراثي.
الطراز المعماري للمسجد
يتكون المسجد من قسمين رئيسيين:
1. الردهة المكشوفة: يحيط بها سور مرتفع، وتبلغ مساحتها حوالي 13×6 أمتار.
2. القسم الداخلي: مربع الشكل، بطول 9 أمتار لكل جدار، وارتفاع يصل إلى 5 أمتار، تعلوه قبة كبيرة بارتفاع يزيد على 12 متراً. يتميز المسجد بعدم وجود أعمدة داخلية، ويتوسط الجدار الجنوبي محراب، فيما تقع المنارة في الجدار الشمالي، وهي بناء دائري تعلوه شرفة واحدة وهيكل معدني ينتهي بثلاث تفاحات وهلال.
مكانة المسجد وأهميته
يُعد مسجد أبي بكر الصديق من المعالم الإسلامية التي تحظى باهتمام الزوار والباحثين في التاريخ الإسلامي، نظراً لارتباطه بشخصية الخليفة الأول للمسلمين وموقعه القريب من المسجد النبوي. كما يعكس المسجد روح العمارة الإسلامية التقليدية، مما يجعله محطة هامة للمهتمين بالتراث الديني والتاريخي للمدينة المنورة.